أراء وقراءات

جواهر الأدب ….الحجاج بن يوسف الثقفى

كتب حسن القناوى

تمثال للحجاج بن يوسف الثقفي

يُحكى أن الحجاج أمر صاحب حراسته أن يطوف بالليل فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه، فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان يتمايلون وعليهم أثر شراب الخمر، فأحاط بهم
وقال لهم من أنتم حتى خالفتم الأمير؟
فقال الأول
أنا ابن من دانت الرقاب له ما بين مخزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقاب صاغـرة يأخذ من مالها ومن دمهـا
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب أمير
المؤمنين
وقال الثاني
أنا
ابن الذي لا ينزل الدهر قدره وإن نزلت يوماً فسـوف تعـود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره فمنهـم قيـامٌ حـولهـا وقعـود
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أشراف العرب
وقال الثالث
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه وقومهـا بالسيـف حتى استقامـت
ركابـاه لا تنفـك رجـلاه منهـما إذا الخيل في يوم الكريهـة ولـت
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من شجعان
العرب
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم
فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوال، والثالث ابن حائك
فتعجب
الحجاج من فصاحتهم وقال لجلسائه: علموا أولادكم الأدب، فوالله لولا
الفصاحة لضربت أعناقهم
ثم أطلقهم الحجاج وأنشد يقول
كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محمـوده عن النسـب
إن الفتى من يقول : ها أنـا ذا ليس الفتى من يقول : كان أبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.