أراء وقراءات
من جواهر الأدب ….المأمون
فتاة تجمع اللغة العربية في جملة
حكي عن عبدالله النميري أنه قال كنت يوما مع المأمون وكان بالكوفة فركب للصيد ومعه سرية من المعسكر، فبينما هو سائر إذ لاحت له طريدة فأطلق عنان جواده وكان على سابق من الخيل، فأشرف على نهر ماء الفرات.
فإذا هو بجارية عربية خماسية القد (طولها 5 أشبار) كأنها القمر ليلة تمامه وبيدها قربة قد ملأتها ماء وحملتها على كتفها وصعدت من حافة النهر فانحل وكاؤها ( رباط القربة ونحوه) فصاحت برفيع صوتها:
يا أبتِ أدرك فاها, قد غلبني فوها، لا طاقة لي بـفيها..!
فتعجب المأمون من فصاحتها لأنها جمعت اللغة العربية في جملة واحدة
لأن فو من الأسماء الخمسة تنصب بالأف فقالت في الأولي ادرك فاها لأنها مفعول به وفِي الثانية فوها فاعل مرفوع بالواو وفِي الثالثة فيها مجرور بالياء وهكذا تكون طبقت كل حالات إعراب الأسماء الخمسة