الصراط المستقيم

نحن أحق بموسى منهم   

  كتب – مدحت مرسي   

*خروج سيدنا محمد من مكة

على الرغم من استعداد الكفّار وتربّصهم برسول الله صلى الله عليه وسلم

ولكنّهم فشلوا فشلًا ذريعًا، حيث أمر رسول الله علي بن أبي طالب أن ينام في فراشه ويتغطّى بغطائه

وأخبره أنّه لن يُصاب بشيءٍ مؤذٍ بإذن الله

وخرج من بيته واخترق صفوف الكفّار المرابطين

وقرأ قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ{

*خروج سيدنا موسى بقومه من مصر

(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ).

ما إن علم فرعون بخروج بني إسرائيل مع سيدنا موسى -عليه السلام- من أرض مصر

حنق عليهم حنقاً شديداً

وقام بجمع جنوده للحاق بهم وإرجاعهم إلى أرض مصر

قال الله -تعالى-: (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُم لنا لغائظون* وَإِنَّا لجَمِيع حذرون)

ولما رأى  قوم موسى -عليه السلام- ومن معه فرعون وجنوده خافوا أن يُدركهم فرعون ويمسك بهم فيعودوا إلى مصر

وظنوا أن فرعون سيدركهم لا محالةً؛ لأنه ليس هناك طريقٌ آخر، لكنّ موسى -عليه السلام- قد طمأن بني اسرائيل بمعية الله -تعالى- لهم.

قال تعالى 🙁 فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الآية 62 سورة الشعراء .

نجّى الله -تعالى- موسى وبني إسرائيل من فرعون وجنوده بأن أمر البحر بالانشقاق، فانفلق البحر إلى نصفين، وسار فيه بنو إسرائيل مع نبيّهم بعيداً عن فرعون.

قال تعالي (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ( الآية 63 سورة الشعراء ).

فنجوا من استعباد الفراعنة لهم،

قال -تعالى-: (وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤمنين* وَإِن رَبك لَهو الْعَزِيز الرَّحِيم).

* نحن أولى بموسى منهم :

فخروج الرسول صلى الله عليه سلم سالما من مكة إلى المدينة ، وخروج سيدنا موسى سالما من فرعون وقومه يجعلنا نفكر جيدا في الترابط بين رسالة النبي محمد والنبي موسى خاصة وان كلاهما من أولى العزم من الرسل .

وقد عبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا الترابط في الحديث الشريف التالي :

عن عبد الله بن عباس : لَمَّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ واليَهُودُ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَسَأَلَهُمْ، فقالوا: هذا اليَوْمُ الذي ظَهَرَ فيه مُوسَى علَى فِرْعَوْنَ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أوْلَى بمُوسَى منهمْ فَصُومُوهُ.
* حين وصل النبى للمدينة
ذهب حيى بن أخطب مع شقيقه أبو ياسر بن أخطب للقاء النبي، وطلبا منه النظر بين كتفيه. فلما نظروا إلى ظهره رأوا الخاتم خاتم النبوة ” وهي تشبه الزيتونة موجودة في أجسام كل الأنبياء يخرج منها ثلاث شعرات وتقع عند الفقرة الأولى من العمود الفقرى”، ثم سألوه: متى مات والدك؟ فأجابهم، ثم سألوه: من الذي رباك؟ وأسئلة كثيرة، فأجابهم. ورجع حيى بن أخطب وهو من أحبار اليهود، فسأله أخوه: أهو هو؟ ” يقصد النبي الموجود في التوراة” قال: هو هو (أي هذا هو النبي)،
قال: فماذا تنوى؟ قال: عداوته ما بقيت”.
ومع عداوتهم له لم بنكر عليهم صومهم بل جعلنا نشاركهم ، فكان هذا الربط القوي بيننا في الذكرى رعم عداوتهم وحقدهم

اقرؤا التاريخ

مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.