تقارير وتحقيقات

( وضوح ) تنقل صرخات مرضى فيروس بي الكبدي

7 ملايين مريض مصري بفيروس بي يعانون آلام المرض والعزلة

6 طرق جديدة للعلاج وتجارب ناجحة للتداوي بالاعشاب

أجرى التحقيق : عمرو عبد الواحد

يعتبر فيروس بي الكبدي من أخطر الفيروسات الكبدية بل أشرسها علي الإطلاق . وقد تسبب عدم تسليط الضوء علي خطورته وأسبابه وطرق الوقاية منه إلي تفشي المرض بين أكثر من 7 ملايين مصري إلي الآن . وحذير د. خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة من تعرض 50 الف حالة للإصابة بالفيروس خاصة من النساء سنويا .

وللأسف أصبح مصابي فيروس بي فئة مهمشة ، وشريحة منعزلة منبوذة كأنهم طاعون يهرب منهم كل من يدري معاناتهم ، يعانون ويمنعون من السفر ، محرومون من بناء الأسرة والإستقرار والعفة بالزواج ، ومن العيش بكرامة وكسب الرزق وإغلاق كل أبواب الوظائف الحكومية قبل الخاصة في وجوههم لمجرد ظهور تحاليل التأمين الصحي بإصابتهم بالعدوى حتي وإن كانت نسبة الفيروس معدمة.

دخلت جريدة ( وضوح ) معهد الكبد ووجدت مداخله وطرقاته مكتظة بالمرضي من جميع الاعمار ومختلف الشرائح لأنه الصرح الأكبر في علاج الفيروسات الكبدية والأمل المهم بل والوحيد للكثير من الكادحين والعمال والبسطاء والفلاحين من محدودي الدخل ، في ظل إرتفاع أسعار الدواء والعلاج وقفزها لنسب لم نعهدها من قبل وأيضا عدم توافر الكثير من أنواع الأدوية .

مرضي ومعاناة

التقى محرر( وضوح ) مع احدي الحالات المصابة والمترددة علي المعهد اسمه أحمد صاحب محل بقالة ، ذكر أن إصابته بالعدوى كانت منذ 7 سنوات وكان وقتها تحليل الكم النسبي “pcr” لايتعدى 250 فقط ، ولكنه مع الإهمال في العلاج وعدم القدرة المادية وجهله أيضا بخطورة مرضه ترك الطبيب الخاص المعالج ، وبمرور الوقت زادت نسبة الفيروس بجسده ووصلت 29000 غي آخر تحليل نسبي ومع شعوره بالقلق الشديد وخوفه من الموت طرق باب الأمل للشفاء المؤقت بمعهد الكبد قائلا ” مفيش في إيدي حاجة ، مش معايا فلوس إتعالج عند دكتور برة ” تركناه ونظرة الخوف علي مصير أولاده من بعده وحرمانهم منه في أي لحظة لينفذ فيه حكما بالإعدام بفيروس بي وهو المريض العاجز الذي لم يرتكب جرما لإعدامه هكذا..

وحكي شاب يبلغ 29 عاما مؤهل عالي رفض ذكر اسمه ، أنه إكتشف صدفة إصابته بفيروس بي خلال إجرائه تحليل للتعيين بإحدي الوظائف ، لكنه بالطبع تم رفض تعيينه رغم نجاحه في كل الإختبارات. واستطرد قائلا لم أرتكب الفاحشة طوال حياتي ولم إتعاطي أي مخدرات وأنه قليلا في التردد علي عيادات الأسنان فكيف أصيب بهذا المرض اللعين ، ومع ذلك حمدت الله علي إبتلائه ومع كل ذلك حرمت من العمل والزواج لخطورة عدوتي ورفض البنات الزواج مني لمرضه،  وليس لدي أي عائل وترددت لطرق كل الأبواب املأ في الشفاء وأتمني العلاج علي نفقة الدولة .

آراء المتخصصين

د. عبد المنعم عادل

من جانبه ذكر د. عبد المنعم عادل الطبيب المعالج للحالة ومعظم الحالات بالمعهد أن الفيروسات الكبدية باتت خطر يهدد الحياة والمجتمع بأكمله ، وأوضح أن هذه الفيروسات تنتقل عبر الإختلاط المباشر للدم ، ومنها فيروس سي ويزيد عليه في العدوي فيروس بي حيث ينتقل عن طريق اللعاب والجروح السطحية ، وإستخدام الأدوات الشخصية  للمصاب ، وأن مدمني المخدرات هم أكثر الفئات عرضة للإصابة ، وأكد د عبد المنعم علي ضرورة وجود التوعية والثقافة المرضية بين أفراد الأسرة الواحدة ملمحا أيضا أن إنتقال العدوي يمكن أن تتم عن طريق فتحة في الجلد ، أو دم بدم ، أو لعاب بلعاب،  وأضاف أنه لابد من تصنيف المريض المصاب عن حامل المرض ، إذ أن حامل المرض تكون نسبة الصفراء لديه معتدلة والكبد غير متأثر ، وإنزيماته طبيعية ، أما المصاب تزداد نسبة الصفراء لديه ، ويبدأ الكبد بالتورم والتليف،  وإختتم حديثه ل “وضوح” علي ضرورة التعايش لمريض فيروس بي ، وتفاءله بالحياة موجها كلامه لكل مريض ” كن جميلا تري الوجود جميلا ” وأن العلم يقود البشرية للنهاية ، أي نهاية لكل مرض ومعاناة بالإكتشافات الجديدة للعلاج من كافة الأمراض وبالأخص فيروس بي .

وفي نفس السياق ، أكد د. هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودوبلهارس،  أن العلاج الحالي قائم فقط علي أدوية قوية ومحبطة لتكاثر الفيروس ومنها ” الإنتي كافيير ” ،”التينوفير” ولا تؤدي للشفاء التام من المرض بسبب الشفرة الجينية للفيروس والتي تندمج مع الشفرة الجينية لنواة الخلية الكبدية وبذلك يصعي الشفاء التام بدون التخلص من هذا الإندماج ، وأضاف أن بروتين السطح وهو جزء من مكونات الفيروس يسبب شلل للجهاز المناعي بإفرازه أجسام إعتراضية تؤثر علي الخلايا المناعية ، وأن هذا البروتين يمنع تحلل الخلية الكبدية المصابة ومنها تخرج فيروسات جديدة لتنتقل لخلايا كبدية جديدة وتصيبها وهكذا حتي تدمر الكبد كليا بالتليف والسرطان بل والموت

طرق علاج جديدة

د. هشام الخياط

وأكد د هشام عن توافر 6 طرق علاجية جديدة يتم حاليا التجارب عليها خلال سنوات للشفاء التام من فيروس بي وهي :

محور أول : عن طريق منع دخول الفيروس خلال مستقبلات سطح الخلية الكبدية وذلك بدواء يحمل كود ” ميركالدكس” وهو مبشر في مراحله الإكلينيكية الثانية .

محور ثان : منع تكوين أجزاء الفيروس من نواة وشفرة وغلاف وسطح لشل خروج الفيروس وعدم دخوله لخلية كبدية جديدة وهذه الأدوية تحمل أكواد ”  NVR1221 , NVR3778 ”

محور ثالث : منع تكوين وإندماج الشفرات الجينية للفيروس مع الشفرة الجينية لنواة الكبد ويحمل كود ” BI205 ”

محور رابع : منع خروج الفيروس وبروتين السطح من الخلية الكبدية وهذا المركب في تجاربه الأولي مبشرة للغاية ويحمل كود ” REPAcg”

محور خامس: العمل علي تحفيز الخلايا المناعية للجسم للتخلص من الفيروس بالقضاء علي الأجسام الإعتراضية والتي تمنع أداء الخلايا المناعية والمكون لها بروتين السطح .

محور سادس : العمل علي تحلل الخلايا المصابة حتي لا تنتقل للخلايا الكبدية السليمة مجابهة بطريقة علاج مرض السرطان وهذا المركب يسمي ” برينيبنت أو تترالوجيك ” وهذا العلاج محفز للآمال بشكل كبير .

وأنهي د هشام  حديثه بأن هناك توقعات بطرح هذه الأدوية والمركبات خلال الخمس سنوات القادمة ، وأن العلاج يشمل خليط من مجموعة من الأدوية لتنفيذ العديد من المحاور السابق ذكرها والشفاء التام بإذن الله من فيروس بي .

وفي تصريح لوزير الصحة د أحمد عماد الدين خلال مؤتمر طبي سابق ، أكد علي أهمية  الحد والسيطرة علي تفشي فيروس بي وضرورة تحصين الأطباء وكل العاملين بالمجال الطبي وبالأخص الجراحة من الفيروس وتطعيهم لحمايتهم ووقاية المرضي أيضا من خطر العدوي والإصابة .

400 مليون مصاب

د. محمد القصاص

شارك 100 طبيب كبدي مصري في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد التي أقيمت في شهر إبريل الماضي بإمستردام بهولندا بمشاركة 9500 طبيب من أنحاء العالم . وقال د. محمد القصاص أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب حلوان ، أن فيروس بي يعتبر من أهم الفيروسات الكبدية وأخطرها ، حيث يقدر عدد مرضاه 400 مليون شخص في العالم وخطورته تكمن في تواجد الفيروس في سوائل الجسم المختلفة وليس الدم فقط ، ويسبب ذلك العدوي السريعة عن طريق الجنس أو الحمل ، وأن مصر تعتبر من المناطق الرمادية المصابة حيث يقدر مرضي الفيروس بها بالملايين .

وبشر  القصاص بأنه سيتم التوصل خلال عامين لعلاج تام ونهائي للفيروس والقضاء عليه ، وأن قواعد وأساليب العلاج القديمة تطورت وأصبح العلاج لايتطلب أخذه طوال العمر مع المتابعة الدقيقة المرضي .

وقد أشيع مؤخرا بشري ظهور عقار يسمي ” فيميلدي” Vemildy علي قدرته علي الشفاء التام من الفيروس للبالغين ويعرف بمادته  “تينوفوفير ألافيناميد ” علي شكل أقراص للفم بجرعة 25 ملجم ، وأسندت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية الموافقة علي العقار اعتمادا علي إثنين من الدراسات الدولية حيث عالج 1298 مصاب بفيروس بي المزمن وبزيادة الجرعات تدريجيا تحت إشراف الطبيب.

أسباب العدوى

وأجمع الخبراء أن أهم أسباب العدوي وإنتقال من الشخص المصاب لمن حوله عن طريق تتمثل في  :

نقل دم ملوث لشخص سليم أو ولادة طفل من أم مصابة أو نقل العدوي خلال الممارسة الجنسية، أو عن طريق اللعاب الممتليء بالفيروس ، أيضا إستخدام الأدوات الشخصية للمصاب من فرشاة الأسنان أو مقص أو صابونة أو فوطة من الأدوات الملامسة لحساسية للجلد ، ويراعي الأخذ في الحسبان أن محلات قص الشعر ” الكوافير ” تعتبر عامل كبير لنقل العدوي بالفيروس لإستعمال  أدوات واحدة لأكثر من 20 شخص يوميا ، ويذكر أن الكثير من المصابين في سن البلوغ يستطيعون التغلب علي الفيروس والقدرة علي الشفاء لقوة جهازهم المناعي وتغلبه علي العدوي ، أما إذا إستمر الفيروس لأكثر من 6 شهور يستدعي العلاج الفوري والمتابعة السريعة

علاج بالأعشاب

وعرض بعض الخبراء العلاج  ببعض الأعشاب والوصفات الطبيعية التي تساعد في قوة الجهاز المناعي والحد من فيروس بي والمساعدة في العلاج منها :

الخرشوف – البنجر – العرقسوس مفيد جدا للكبد لكن يمتنع أصحاب الضغط العالي – أوراق الزيتون -إضافة الكركم للطعام – تناول وجبات غنية بعنصر الزنك – الخضروات والفواكه الطبيعية الطازجة – الزنجبيل والقرفة مع الليمون – إضافة فصوص مقطعة من الثوم علي كوب حليب علي ريق النوم صباحا لمدة ساعة ويداوم عليها شهر ويمتنع شهر وهكذا فهي وصفة لقوة وتحفيز المناعة بشكل فعال جدا .

ومن الأطعمة الممنوعة لمرضي الكبد : تمنع اللحوم بأنواعها ماعدا الدواجن وأكل كل فترة جزء منها ومن الأسماك السبيط والجمبري والبلطي المقلي ، الأملاح بأنواعها ماعدا ملح البوتاسيوم ، التوابل بأنواعها ممنوعة ماعدا الكمون ، الألبان تمتنع ماعدا الزبادي البلدي والجبنة القريش المنزوعة الدسم ، الإمتناع عن الأكلات الغنية بالحديد مثل السبانخ والباذنجان والعسل الأسود والفول والعدس والكربونات والألوان الصناعية والمواد الحافظة ، البطيخ والعنب والمانجو والبرتقال والخبر الفاخر بكل أنواعه وإستبداله بالخبر الأسود ، المقليات والمسبكات والمشروبات الغازية بجميع أنواعها .

صرخات مدوية

في الختام ننقل لكل المسئولين في مصر صرخات مرضى فيروس بي الكبدي، فالمرض عدو خفي يأكل أجسادهم من الداخل يفتك بكل أجزائهم،  يعجزهم ويذلهم،  ويتساءلون بحسرة ومرارة .. ماذا لديهم ليعيشون به ؟ ليعيشون له ؟ هل وقفنا بجانبهم وساندناهم في مرضهم ومعاناتهم.

ونضم صوتنا الى هؤلاء المرضى ونتساءل أين الدولة ومؤسساتها في مجابهة فيروس مدمر لكل تنمية بشرية ومجتمعية فهي قضية أمن قومي من الدرجة الأولي ، أين حقوق الإنسان ؟ أين حق العيش ؟ وحق التعيين والإستقرار الوظيفي ؟ كيف إحتياجهم للعفة وبناء أسرة ومجتمع وإنجاب أطفال .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. يارب تستعجله العلاج الناس بتتعزب اكتر من 25 مليون مصاب الناس مش بتحلل بى كله سى البى مهمش مفيش اى اهتمام حرااااااااااااااام

  2. المحبط في الموضوع كل ما اقرا عن عقار للقضاء على فيروس بي اجد تحديد خمس سنوات وعند مرور السنوات اجد ايضا الوعد بعد خمس سنين … الظاهر الخمس سنين هذي كلمة امل لنفوس المرضى فقط

  3. المحبط في الموضوع كل ما اقرا عن عقار للقضاء على فيروس بي اجد تحديد خمس سنوات وعند مرور السنوات اجد ايضا الوعد بعد خمس سنين … الظاهر الخمس سنين هذي كلمة امل لنفوس المرضى فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.