أراء وقراءاتمصر

عبد الغفار مصطفي يكتب : مصر .. والهزل الشديد!!

جثمان احد ضحايا حادث العبارة
جثمان احد ضحايا حادث العبارة

الاقتصاد ليس أرقاماً صماء.. بل هو مؤشرات لفعاليات تقوم بها الدول خدمة لشعبها دستوريا وحماية له من التدهور والفقر والضياع.
وفي هذا الصدد يقدم الاقتصاد كل ما من شأنه رفع مستوي دخول المواطنين ومحاولة نقلهم من حالة العدم أو الفقر الي حالة يُرجي منها ان يعتمد الفرد في منظومة علمية وموضوعية الي الارتقاء بنفسه علي كافة الأصعدة.. وإذا لم تحقق أي حكومة هذا الهدف فإنها تكون قد خانت شعبها وقدمت له هزلاً.
إن لجوء شباب مصر وأسرها إلي الهجرة غير الشرعية هو حلقة من حلقات الهزل التي تقدمها الحكومة الرشيدة لأبنائها. ويا ليتها تفسر لنا علميا لماذا يلجأ هؤلاء في ريف مصر إلي الهجرة غير الشرعية ويذهبون الي الموت أو غربة غير مكشوفة.. الا لأن هؤلاء قد غرقوا في بحر الفقر والعوز وفقدان الأمل في وطن لايحنو عليهم قبل لجوئهم الي الغرق في بحر الانتحار واليأس والرجاء.
وليت الحادث المأساوي الأخير في رشيد هو الأخير. بل هو ضمن مسلسل حلقات الهزل والمنهج غير المسئول لحكومة غير مسئولة تكذب علي شعبها.
ولأن مصر قد عنونت لنفسها منهج الهزل فماذا عن قرار مجلس الوزراء بإلغاء قرار وزير الزراعة وعودة دخول قمح الارجوت.. أليس في التراجع هزلا شديدا وتخبطا في الأداء الذي ينقصه الحس السياسي. وهذا ليس ببعيد عن حكومة أداؤها الرئيسي هو التخبط وغلبة التجار بقوتهم عليها وليس أمامها سوي إرضائهم ورعاية مصالحهم وعدم غضبهم ومن ثم السماح بدخول الارجوت في غذاء المصريين بعد تهديد روسيا وغيرها من الدول.. علي اعتبار مصر خلفية لزبالة غذاء العالم وفي نظر حكومتهم المصريون شعب يستحق الزبالة.
ولأن الحكومة فاقدة للعقل الذي يصنع القرار فإن المشكلة يا مجلس الوزراء الهش ليست في الفطر نفسه ولكن في السموم التي يفرزها وهي كثيرة مهما كانت المعاملات التي تتم في حرارية أو كيميائية أو ضوئية. وهل يمكن لمجلس الوزراء أن يعلل لنا لماذا قمح الارجوت أرخص من غيره. وان قواعد الكودكس استرشادية وليست إلزامية لأي دولة وأن نسبة ال 0.05% تمت علي أساس الاستهلاك الفردي حيث ان الغرب لايتجاوز 65ك للفرد سنويا بينما في مصر 182ك سنويا. وكيف يري مجلس الوزراء الرشيد موقف انجلترا وهولندا وسويسرا من صفر الارجوت في غذاء شعوبهم.
الغريب ان جماعات الضغط لتجار الحبوب أوهموا الحكومة غير الرشيدة بأن البورصات العالمية لاتعرف قياسا للحبوب وأنها ليس بدرجات. وهذا كذب.. وهل وزير الزراعة عصام فايد حينما أصدر قراره بمنع الأرجوت. علي ماذا اعتمد وهل أخذه دون علم مجلس وزرائه..؟!
وبما أن مسلسل الهزل بات واقع المصريين حيث القرارات والتوصيفات التي تفتقر الي المسئولية والمحاسبة والمكاشفة ومن ثم طريقة صناعة القرار واختيار المسئولين.. فقد بشرنا وزير الري محمد عبدالعاطي عقب توقيعه عقود المكاتب الاستشارية لسد النهضة بأن التوقيع حدث تاريخي.. ألا يعلم وزير الري أن هذه الدراسات غير ملزمة وأن التوقيع جاء بعد مراوغة من الجانبين الإثيوبي والسوداني.. أليس الوصف في غير موقعه.. وأنه الهزل بعينه!!

 

بقلم : عبد الغفار مصطفى
بقلم : عبد الغفار مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.