العالمتقارير وتحقيقاتمنوعات

إدمان الفلفل الحار هواية غريبة لا تضر بالصحة

من المتع العظيمة للحياة ومباهجها لدى الكثيرين؛ أن ينعموا بلذة المذاق الحِرِّيف اللاذع لوجباتٍ تجعل بشرة آكلها تتوهج، وجسده يتصبب عرقاً.

ويمكن لهؤلاء العثور على هذا الطعم الحار – مثلاً – في طبق شهي من الكاري أو من صلصة الطماطم المليئة بالتوابل والبهارات، أو من خلال التهام طبق صيني شهير يحمل اسم “وعاء سيتشون الحار”، ويحتوي على توابل حارة وفلفلٍ حِرِّيف بشدة تُعرف به مقاطعة سيتشوان الصينية.

ولا شك في أن البحث عن المذاق اللاذع والحارق أكثر من غيره للسان هوايةٌ من نوع غريب، ربما تصل إلى مرتبة الاستحواذ الذي يسيطر على صاحبه.

,ذكر موقع ( بي بي سي ) الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 أن عشاق مطاردة الأكلات الحِرِّيفة الحارة لا يتعرضون لأي خطر في هذا المضمار. فرغم أن الـ “كابسيسين”، وهو الجزيء ذو المذاق الحِرِّيف في الفلفل الحار، يُنشط مُسْتَقْبِلات الخلايا العصبية المسؤولة عن الشعور بالألم في الفم؛ فإنه لا يسبب أي أضرارٍ فعلية للإنسان.

فبعد دقائق معدودات سيتلاشى شعورك بأنك كما لو كنت قد أضرمت النار في نفسك. ولن يعاودك هذا الشعور سوى عندما – وعذرا لصراحتي – تخرج الوجبة بعد يومٍ أو نحو ذلك في صورة فضلات. لذا يبدو الأمر كله لهواً ومرحا، أليس كذلك؟

ربما تَصْدُق العبارة الأخيرة، حتى يأتي وقتٌ يلحق فيه الأذى بشخص ما جراء تناوله مثل هذه الوجبات.

بدايةً، يتعين توضيح أن ثمة مقياساً يُطلق عليه اسم “سكوفِلْ” لتصنيف أنواع الفلفل المختلفة، بحسب ما تتسم به من طعم حِرِّيف ولاذع وحار.

ويبدأ هذا التصنيف من “الفلفل الرومي” أو “الفلفل الحلو”، الذي يحتل أدنى درجات المقياس نظرا لافتقاره إلى الطعم المُحرِق واللاذع، وصولاً إلى القمة، حيث نوعٍ مفزعٍ بحق، يحمل اسم “كارولاينا ريبير” وتصل درجة حرارة طعمه إلى 2.2 مليون وحدة سكوفِلْ.

ورغم أنه من المستبعد أن يتأذى المرء جراء الكميات التي يتناولها يومياً من الطعام الحار أو المُتَبل؛ فإن بعضاً من عشاق الإثارة الحِرِّيفة قد مروا بتجارب مُقلقة في هذا الشأن، من بينها ما جرى عام 2014 لصحفييّن من جريدة تصدر في مدينة برايتون البريطانية باسم “ذا أرغوس”، عندما توجها إلى مطعم في المدينة لتجربة وجبة من “البرغر” ذات مذاق حِرِّيف بشدة ومُحرِق للغاية بغرض تصنيفها وتقييمها، وذلك بعدما حظيت بتصنيفٍ مرتفع للغاية من قبل موقع “تريب أدفايزر”.

ويتخصص المطعم في هذه الوجبة، التي تُستخدم فيها صلصة حِرِّيفة جداً. ويقول صاحب المكان إن هذه الصلصة تفوق في ترتيبها على مقياس “سكوفِلْ” ترتيب “رذاذ الفلفل”، الذي يُستخدم لردع المهاجمين وإصابتهم بالعمى المؤقت في بعض الأحيان.

وما إن أخذ الاثنان قضمةً من “البرغر” حتى شعرا – بحسب “ذا أرغوس” – بآلام لا تُطاق، ما دفع أحدهما إلى أن يتجرع على الفور كمياتٍ كبيرة من الحليب في مسعى لتبديد تلك الآلام. أما الآخر فقد بدأ يُكابد آلاماً مبرحة في المعدة، وفقد الشعور بيديه، بل وشرع جسده في الاهتزاز وتسارعت أنفاسه إلى حد اللهاث.

ولم يفلح الحليب في الحيلولة دون أن يشعر رفيقه بألم مبرحٍ بدوره، ليضطر الاثنان للتوجه إلى المستشفى. وقال أحدهما في ذلك الوقت: “شعرت بألمٍ هائل، أحسست بأنني أُحتَضر”.

أما آكلو الفلفل الحار الجسورون، ممن أقدموا على تذوق بعضٍ من أكثر أنواعه الحِرِّيفة واللاذعة أمام الكاميرات، فقد وجدوا أنفسهم يقيئون علناً على مرأى من الجمهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.