شئون عربيةفلسطين

هل احترقت إسرائيل حقاً؟؟

” إسرائيل تحترق” هذه الجملة التي حققت أعلى نسبة تداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تجلى من خلالها الوعي الجماهيري بالعدو الحقيقي لهذه الأمة رغم كل محاولات التطبيع والتقارب وتشويش الإرادة العامة للشعوب العربية. كما أبرز هذا الحدث -على المستوى الشعبي- صورة جلية لذاك الصراع الحقيقي والراسخ، أعني الصراع العربي الإسرائيلي.

تواتر وقع تلك الجملة على أذهان الجميع بين من دعوا للحرائق بالتوفيق والسداد، ومن كان مرهفاً أكثر مما ينبغي وادعى قدراً كبيراً من الإنسانية هو ليس في محله بالتأكيد.. لكن ليس هذا محل نقاشنا الأن.. ليس هذا فحسب إنما كان التلقي للحدث مختلفاً أيضاً فمن الناس من تصور أنه انتقاما إلهيا لمنع الآذان، ومنهم من كان أكثر عمقاً فربط بين النزوع الإسرائيلي لتوسعة رقعة الاستيطان، والذي كانت ترفضه إدارة أوباما مؤخراً وطالب به ترامب. هذا النزوع كان بحاجة لذريعة يرتكن عليها وهي ذريعة أن المستوطنات القديمة باتت غير آمنة – وهذا التأويل أقرب لي-.

لكن الحقيقة هي أن إسرائيل لم تحترق ولن تحترق مادامت محاطة بالمخلصين لها داخل المنطقة العربية وخارجها الذين لم يهبّو مرة بنفس الحماسة لإنقاذ أي البلاد العربية تلك التي يصعَّد منها الدخان وبها جحيم مستعر منذ أكثر من خمس سنوات.

تركيا، ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية وضعت نفسها تحت إمرة المساعدة وتقديم العون ليس هذا فحسب بل قدموا عرضاً للمساعدة دون أي طلب، إلا أن ثمرة ما حدث هي أن هذه الشعوب لازالت بخير، وتعي جيداً عدوها الأبدي والمغتصب التاريخي للأرض والعرض.هذا الذي يكرس لحالة الفصام المجتمعي، وأعني بهذا حالة يكون فيها الوعي الجمعي للناس مغاير لتصرف حكومته.

ألا كم من الخذلان قد دفعته تلك الحكومات لشعوبها الآملة في أي نصر يشفي صدورهم الفارغة، والعاجزة عن الفعل؟؟!

بقلم:نادر جمال نجم طالب الماجستير باحث في فلسفة السياسة
بقلم:نادر جمال نجم
طالب الماجستير
باحث في فلسفة السياسة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.