أراء وقراءاتالعالمالمجتمع

حياتنا بين القلق والاستمتاع ..!! بقلم الدكتورة منى هبره

صورة تعبيرية من النت

خوفٌ يسكن قلوبنا ، ترتعد فرائسُنا ربما دون دلائل ، فلا تنساب من عقولنا إلا أفكار سوداء لتنسكب في قلبٍ تختبئ السكينة في إحدى زواياه المظلمة عديمة الملامح

لم هذا الخوف ؟!

أمن ماض يعذبنا ويسبب لنا اللوم و جلد الذات !!

أم من خوف من مستقبلٍ لم يأت !

ومن هم الذين لا يخافون !

وصف الله أولياءه بوصفٍ واضحٍ وجلي :

” لا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون ”

لا يخافون مما سياتي في المستقبل لحُسن اعتمادهم و حُسن ظنّهم بالله فلا يأتي لهم إلا بخير ، ولا هم يحزنون على ما مضى من أوقاتهم ، لا يفكرون ولا يلومون أنفسهم على ما حدث معهم من الأحداث

التخلص من اللوم وجلد الذات على أشياء حدثت ومضت ، أحداث مازالت أكثر ما يسبب لنا القلق والخوف

إن مجرّد تفكيرنا أن ما مضى لن يعود

و أننا لا نملك التأثير عليه ، إننا لا نملك إلا أن ننساه ونتركه كما تركنا .

فالسعيد من استطاع أن يأخذ منها العبرة فقط ليستخدمها في حياته القادمة .

من طريف ما يذكر عن الحمار ، أنه إذا وقع في حفرة فلا يعود للوقوع  فيها مره أخرى !!!!

والعجيب أننا نسخر من الحمار رغم أنه يتعلم من تجربة مرّت معه  ، بينما نحن نتعامل مع تجاربنا الصعبة التي نمر بها بطريقه الخوف والقلق من خشية الحدوث مرة أخرى بدل أن نقوم بتحليل أسبابها و الإلمام بكلّ أطرافها لنخرج بنتيجة مفادها العبرة ممّا حدث .

وغالباً معرفة أسبابها يكون سبباً لحدوث نجاح بعدها أكبر مما نتوقع .

ويقوم الخوف والقلق من المستقبل وما سيحدث فيه بلعب دور العامل الثاني الذي يجعل حياتنا تدور فيها رحى الخوف والتوجس والقلق.

ويغيب عنا جميل الاعتماد على الله الذي يقوم على مبدأ الأخذ بالأسباب : وهو ما نسميه في حياتنا الحالية التخطيط الاستراتيجي .

والقائمة الأساسية التي يقوم عليها مبدأ الاعتماد على الله ، أن نرجع الأمر كله لله وكأننا لم نتخذ شيئاً من الأسباب ،

و هذا ما يسمى بعلم التخطيط الاستراتيجي المرونه في التخطيط بوضع الاحتمالات و أهمية حدوثها و درجة تأثيرها على خططنا ووضع الخطط البديلة

 

ونعود لأهم ما أريد الكلام عنه في مقالتي هذه .. قوه العيش في اللحظه …!!!!!

 

و هل الزمن إلا لحظات تجمعت و تسلسلت حتى سمّينا ما ذهب منها “ماضي” و ما سيأتي منها “مستقبل”

وما نعيش فيه الآن “الحاضر” !!!!

كم نسبه تفكيرنا في الحاضر ؟؟

من منا يقوم بتأمل لحظته الحاضرة ، و يستمتع بالجمال الموجود فيها ؟؟؟

وقد يقول قائل : أين الجمال ؟ تعاسه ، وشقاء و ……..

ألست تتنفس ؟؟

ألست في بيت له سقف وجدران ؟؟؟

ألست في عافية ؟؟

ألست بين أهل ؟؟؟

ألست حياً قادراً على الحلم ؟؟؟

ألست قادراً على قراءة كتاب ؟؟

ألست إنساناً قادراً على الدخول إلى أعماقك و التعرف عل مكنوناتك ؟؟؟

ألست قادراً على تمحيص أفكارك و فرز السلبية منها من الإيجابية ؟؟؟

ألا تستطيع أن تتعاقد مع نفسك  بترك التفكير السلبي لمدة سبعة أيام فقط واستبداله بالأفكار الإيجابية لتشاهد أثره على واقعك ؟؟.

ألست في نعمه لا أعرف ما هي لكن الله و كل من حولك يعرفون ماهي ؟؟؟.

تعالوا نتعلم فنّ عيش اللحظه ، و نتعلم معه  متعة العيش و متعة الحياة .

تعالوا  نتعلم  كيف نعيش لحظتنا بصدق الإيمان ، و بيقين حسن الظن بالله ، و بجميل التوكل عليه وحسن تدبيره لنا …..

فمن خلقنا لن يعجزه إسعادنا إن أحسنا شُكره و الإيمان به

ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم

#حياة

#وعي

#جمال

د .منى_هبره

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.