أراء وقراءاتالعالمالمجتمع

التقط أحلامك … بقلم : الدكتورة منى هبره

صورة تعبيرية من النت

كلنا يعرف ما هي الأحلام ، ولا أظن أن شخصاً في هذه الحياة لم تراوده الأحلام في اليقظه أو في المنام، لكن ليست هذه هي القضيه .

القضيه يا سادة تكمن في ” كيف تلتقط أحلامك ؟! : فهل هي طائرة حتى تلتقطَها ؟! ، أم هي بعيدة حتى تحاول التقاطها ؟!  أم هي قريبة وفي متناول يدك فيسهُل عليَّك التقاطها أيضاً ؟ !.

سؤال بقي يؤرقني  فترات وفترات … وجاءت الإجابة بمنتهى البساطة .. كيف ؟!.

تخيلوا: إن أحلامنا تسكن داخلنا …

والأجمل أننا نملكها حصريًا .

وهناك خبران، أحدهما جميل والآخر غير ذلك، أما الخبرُ الجميل فهو أن كل واحد منَّا يتفرد بأحلام خاصة به !.

أما الخبر الذي يُحزننا بالفعل فهو أنّ هذه الأحلام تظلُّ حبيسةً في داخلنا !.

وتظلُّ تنادي علينا كل يوم وتطلب منّا أن نطلق سراحها ونفك قيودها .

هل شعر أحدكم أنّ ما أقوله يمثِّل مفاجأةً له لم يكن يتوقعها ؟! وأنّ هذه أخبار جديدة ربما يسمعها لأول مرة !.

ذات يوم قال مارتن لوثر كينغ : عندي حلم !.

لو كان هذا الرجل يعيش بيننا الآن في أيامنا هذه، التي سميت بعهد ثورة المعلومات، أتوقع أنه سيغير كلمته الشهيرة لتصبح :عندي أحلام ..

أهي داخلنا ؟!.

نعم .. إنها في داخلنا نقرؤها ونراها بأرواحنا كل يوم ، تنظر إليها – أرواحنا – مخبَّأة في زجاجة عقلك، تنتظر منك كل ساعة أن تقوم بخطوة لكي تكسر جدار الخوف، لتطلق سراحها وتجعلها قيدَ الإنجاز .

نعم قيد الانجاز !!

هل يمكن للأحلام أن تتحقق ؟!.

نعم .. وبكل بساطة .. فقط آمن بها، وحولها لأهداف قابلة للإنجاز، وأعطها وقتها اللازم لكي تتحقق، وأعطها كذلك حقها من التخطيط، وقبل هذا امنحها حقها من الإخلاص في العمل، والأهم حقها من الإيمان واليقين أنها قابلةٌ للتحقق .

وقتها – ووقتها فقط – ستلتقط أحلامك وتصبح قيد الإنجاز، وتصبح أنت قيد العمل .. بل وعلى قيد الحياة .

هل الحياة جميلة بلا أحلام ؟.

بالتأكيد … لا.

وماذا لو لم تتحقق :  لابد أننا لم نُحسن قراءتها بشكل جيد، أو لم نملك المرونة التي تجعلها على قيد الحياة .

الأمر يتطلب أهم خطوه في حياتك : يتطلب أن تتخذ الخطوة الأولى ، خطوة مغادرة منطقه الراحه لديك، المنطقه التي استسلمت فيها وجعلتها دائرة الأمان لديك .. وهي في الحقيقه قبرك الذي حفرته بيديك.

لابد أنني أفزعتك ، ولابد أنني أخفتك !!.

نعم هو حاجز الخوف الذي يفصلنا عن أحلامنا، ويجعلها بعيدة عن التحقيق ، وعلى قيد الوفاة بدل أن تكون على قيد الإنجاز !!.

كهفك الذي تخاف الدخول إليه هو ذاته الذي يحوي كنزك !!.

لا أدري مَن القائل :إنما الذي أعرفه أنه بارع وصادق عندما اختصر حياتنا كلها

في جملةٍ هي : تجرأ واكسر حاجز الخوف ودائرة أمانك.

فحياة لا أحلام فيها لا تستحق أن تُعاش

وأحلام لا تتحقق ما الفائدة منها ….

وعمر يمضي هملاً، ما الفائدة منه  .

فقد خُلقنا مع جهاز لم يُخلق مع غيرنا  من الكائنات، بل وبه جُعلنا سادة عليهم …

عقلنا الذي مُيزنا به يستحق أن يتم تفعيله، والتقاط ما فيه من أحلام ، وأمنيات قابله لتصبح عن طريق هذا الجسد أهدافًا تجعل العمر لحظات تنساب باستمتاع ، بجمال ، بوعي.

وإياك ثم إياك من سارقي الأحلام …الذين تشاطرهم  وتشاركهم أحلامك، فيسخروا منها ويسرقوها  وينسبوها إلى أنفسهم ،  ويدعونك في حسرة تنظر إليهم.

أما الخيال :فحدّث ولا حرج، وويل لأمة فقدت القدره على الخيال، إنها بذلك فقدت مع الخيال مستقبلها.

ألم يقل أينشتاين :إن الخيال أهم من المعرفة .

 

فالخيال هو الأرض الخصبة للأحلام …

فالتقط أحلامك …

#حياة

#جمال

#وعي

د .منى _هبره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.