أراء وقراءات

آليات الحماية من العنف السيبراني: درع الأمان في العالم الرقمي

بقلم / د. هناء خليفة 

مع ازدياد استخدام الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي، لم يعد العالم الرقمي مجرد وسيلة للترفيه أو العمل، بل أصبح مساحة نعيش فيها جانباً كبيرًا من حياتنا. ومع هذا الانفتاح، ظهر ما يُعرف بـ”العنف السيبراني” كتهديد حقيقي يتطلب مواجهة جادة تعتمد على آليات حماية فعالة وواعية.

ما هو العنف السيبراني؟

العنف السيبراني هو أي سلوك عدواني أو تهديدي يُمارس عبر الإنترنت بهدف إلحاق الضرر النفسي أو الجسدي أو المعنوي بالضحية. قد يكون في صورة تنمر، تشهير، ابتزاز، تحرش، أو اختراق خصوصية. وتكمن خطورته في سرعة انتشاره، وصعوبة ملاحقته أحياناً.

أولاً: آليات الحماية التقنية

التقنية هي خط الدفاع الأول في مواجهة العنف السيبراني، ومن أبرز أدواتها:

-مضادات الفيروسات والجدران النارية: لحماية الأجهزة من الاختراقات.

-تفعيل التحقق بخطوتين: خاصة للحسابات الهامة.

-تحديث البرامج بشكل منتظم: لسد الثغرات الأمنية.

-التحكم في إعدادات الخصوصية: وعدم نشر معلومات شخصية بشكل علني.

ثانياً: آليات الحماية القانونية

الدول بدأت في سن تشريعات لحماية الأفراد من الجرائم الإلكترونية، ومن أبرزها:

-قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية: التي تُجرم الابتزاز الإلكتروني والتشهير.

-خدمات الإبلاغ عن الجرائم السيبرانية: مثل الشرطة الإلكترونية.

-العقوبات الرادعة: لتقليل التعدي على الآخرين رقمياً.

 ثالثاً: آليات التوعية والتربية الرقمية

-التثقيف الرقمي: من خلال ورش عمل ومحتوى توعوي عن الأمان الإلكتروني.

-التربية الإعلامية في المدارس: لتأهيل الأطفال والمراهقين للتعامل الواعي مع الإنترنت.

-تشجيع ثقافة التبليغ: حتى لا يخجل الضحايا من التصدي للعنف.

رابعاً: دور الأسرة والمجتمع

-المراقبة الذكية من الأهل: بدون تقييد، بل بالحوار والثقة.

-دور المؤسسات التعليمية والدينية: في ترسيخ القيم الأخلاقية الرقمية.

-منظمات المجتمع المدني: التي توفر دعماً نفسياً وقانونياً للضحايا.

مسؤولية جماعية

وختاماً في عالم يتطور رقمياً بشكل متسارع، تبقى الحماية من العنف السيبراني مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا تقنيًا، دعمًا قانونيًا، وتعاونًا أسريًا ومجتمعيًا. حماية أنفسنا وأطفالنا تبدأ من المعرفة، وتكتمل بالفعل.

الهوية الذاتية على وسائل التواصل الاجتماعي: من أنا في العالم الرقمي؟ 2

دكتورة هناء خليفة 

دكتوراة في الإعلام من كليه الاداب جامعه المنصورة
مهتمة بقضايا الفكر والوعي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى