أراء وقراءات

أبو بكر الرازي وسر الأسرار 

العالم المسلم الرازي عاش 78 عاما وبلغت مؤلفاته ما يقرب من 200 كتاب في شتى العلوم

 

عرض وتقديم / يسري عبد الغني *

كتاب (سر الأسرار) هو الكتاب الوحيد في علم الكيمياء ، الذي ألفه أبو محمد بن زكريا الرازي (لعله ألف كتباً أخرى في الكيمياء ، ولكنها لم تصل إلينا) ، والنسخة المشهورة منه هي نسخة مسعود المارديني ، والتي يرجع تاريخها إلى سنة 587 هـ .

أما المخطوط الذي قام المستشرق الروسي / كاريموف بتحقيقه ونشره فيرجع تاريخه إلى عام 912 هـ ، وقد صدر عن أكاديمية العلوم بطشقند ، باللغة الروسية ، عام 1957 م .

وأبو بكر الرازي الذي ولد في إقليم الري من أعمال فارس ، جنوبي مدينة طهران العاصمة الإيرانية ، عام 854 م ، وتوفي في بغداد عام 932 م ، وبلغت مؤلفاته ما يقرب من 200 كتاب في شتى العلوم كالطب ، والطبيعيات ، والمنطق ، والرياضيات ، والفلسفة ، والكيمياء ، الرازي هذا كان في نفس الوقت من أكبر علماء الكلام في عصره ، وكان ينادي بنظرية (الجوهر الفرد) ، أي الذرة ، وهذه النظرية أوحت فيما بعد لكل من ( نيوتن ) و ( ليبثر ) افتراض فترات ذرية في الزمان والمكان .

في كتابه (سر ألأسرار) ، يشرح لنا الرازي الأجهزة المعملية التي كان يستخدمها ، مثل : آلات الذوب (التذويب) ، وآلات تدبير العقاقير ، والمنفاخ ، والكور ، والبوتقة ، والإمبيق ، والآتون ، والمرجل ، والمنخل ، والهون ، والقوارير ، والخرطوم ، والأقداح ، والمبرد ، والغربال ، والمكثف … الخ ..

وقيمة هذا الكتاب العلمية ، والذي ترجمه / كاريمونا في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ، يكمن فيه أنه كان المرجع العلمي الوحيد في استخدام الاختبارات المعملية ، وفصل الذهب من سبائكه المغشوشة ، وتقطير العقاقير وتحضيرها ، والانتفاع بالتكليس لمركبات جديدة مثل أكسيد الزئبق الأحمر ، وهو ما حدث مع كل من (برستلي) و (لافوازييه) في عصر النهضة الأوربية .

أبو بكر الرازي وسر الأسرار  2
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي

ويمكن لنا أن نقف أمام أهم عناصر مخطوطة كتاب (سر الأسرار) لنجدها تشتمل على 9 أبواب هي :

1 ـ عمل الفضة أحمر داخلها وخارجها .

2 ـ باب تحليل الزئبق وعقده .

3 ـ باب تزبيد الذهب .

4 ـ سبغ الشبة ذهبًا ، ويقول الرازي : إن الشبة نحاس أصفر بإطعام التوتيا المدبر بالحلاوات وغيرها ، حتى أشبه بالذهب حتى يسمى شبهًا .

5 ـ باب التكليس ، ويقول عنه أنه يكون في الأجساد والأحجار والأملاح والقشور والأصداف ، وهي بتبريد أجسامها ، حرق ما فيها من الكباريت والأدهان ، ويصيرها نورة بيضاء لا جزء لها .

6 ـ باب التحليل .

7 ـ باب التصعيد .

8 ـ باب التشميع .

9 ـ باب تحليل الزئبق حيًا .

وكتاب الرازي (سر الأسرار) يقسم المواد إلى : ـ

1 ـ أرواح قبل الزئبق والزرنيخ والنوشادر والكبريت ، لأنها تفر من النار .

2 ـ أجساد مثل الذهب وباقي الفلزات .

3 ـ أحجار مثل المغنيسيا والجبسين والزجاج ، الذي يقول عنه : إنه يتخذ من الرمل وأجوده الشامي الأبيض الصافي الذي يحاكي البلور في الصفاء ، أما اكحل فهو يصفه بأن ليس بحجر ولكنه جوهر الأسرب (جلينا أو كبريتيد الرصاص) .

4 ـ مثل الشب والزاج الأسود والقلقنديس (وهو كبريتات الألومنيوم والبوتاسيوم) .

5 ـ البورق ومنه النطرون (كربونات الصوديوم) والتنكار (بورات الصوديوم) .

6 ـ الأملاح مثل ملح القلي وملح البول وملح الرماد .

وفي رأينا أن أثر الرازي ظهر جلياً في أوروبا خلال القرن الثاني عشر الميلادي عندما ترجمه المستشرق (كاريموف) .

*مركز الأصالة والمعاصرة للبحث العلمي والتنمية الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.