الصراط المستقيم

أبو عبيدة … أمين الأمة

بقلم – وليد على

كثر فى هذه الأيام ذكر  اسم أبوعبيدة خاصة بعد طوفان الاقصى وخروج الناطق العسكرى أبوعبيدة ليثلج صدورنا ويسمعنا من أخبار إنتصارات المقاومه على جيش الاحتلال

وسبحان الله لما تكنى الناطق العسكرى لحركة حماس بأسم أبو عبيدة كان له نصيبا من إسمه فكان أمينا كما كان أبوعبيدة أمينا وكناه النبى صلى الله عليه وسلم بذالك فقال: “إن لكل أمة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة : أبو عبيدة بن الجراح”.

وربما يسأل البعض من هو أبو عبيده وما قصة إسلامه وماذا قدم للاسلام وكيف كان من أمره حتى يكنى بأمين الامة .

ورأيت انه يتوجب علينا ان نتعرف على هذا البطل الصحابى الجليل عن قرب ونعرف من أخباره وسيرتة وسريرته حتى نتأسى به .

هو أبي عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح بين هلال الفهري القرشي، يكنى بأمين الأمة، وأمير الأمراء، وفاتح الديار الشامية، صحابي جليل، أحد العشرة المبشرين بالجنة.

وأبو عبيدة بن الجراح من السابقين الأولين إلى الإسلام، فقد أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر، ولد سنة 40 قبل الهجرة 584م، وكان رجلا نحيفا معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالًا، أجنأ (في كاهله انْحِناء على صدره)، أثرم (أي أنه قد كسرت بعض ثنيته).

وهو قائد مسلم شجاع مشهود له بالتقوى والزهد وحسن العبادة، روى 14 حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه: نعم الرجل أبو عبيدة.

هاجرأبوعبيدة الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة .

ويُعد أبو عبيدة من السابقين الأولين إلى الإسلام، فهو ممن التقاهم النبيُّ محمدٌ في دار الأرقم قبل أن يبلغ المسلمون أربعين رجلاً، وهو صاحبُ النبي من أول الدعوة، وحفظ القرآن منذ تباشير فجره الأولى، وأوذي في سبيل الله فصبر.

و عن أنس: أن أهل اليمن قدموا على رسول الله فقالوا: “ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام”، قال: فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: “هذا أمين هذه الأمة”.

وعن عبد الله قال : سألت عائشة : أي أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان أحب إليه ؟ قالت : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم أبو عبيدة بن الجراح .

لم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية، ففي غزوة بدر رأى أبو عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلا، بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه ، فأنزل الله فيه هذه الآية: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . [المجادلة – 22]

وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول (قائدًا على كثير من السرايا) وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلف عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل ليمدَّه بالجيش، قال ابن حجر -رحمه الله-: “كان فتح أكثر بلاد الشَّام على يده”، كما جعله أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته على بيت مال المسلمين، وجعله عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- أمير الأمراء في الشَّام، وكان أمير الجيش يوم فتح دمشق .

وكان أبو عبيدة رجلاً زاهدًا، دخل عمر بن الخطاب بيته في الشام فلم يجد شيئـًا من متاع الدنيا فقال له: “كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة”.

وفى سنة سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ، ونزل الجيش في عمواس بالأردن ، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر ، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له : إنه قد عرضت لي حاجة ، ولا غني بي عنك فيها ، فعجل إلي .

فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون فتذكر قول النبي: “الطاعون شهادة لكل مسلم” [متفق عليه] .فكتب إلى عمر يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد المسلمين ، لا أرغب بنفسي عنهم .

فلما قرأ عمر الكتاب، بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة؟! قال: لا ، وكأن قد (أي : وكأنه مات) .

فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين، ومرض بالطاعون، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل ، ثم توفي – رضي الله عنه – في طاعون عمواس وعمره 58 سنة ، وصلى عليه معاذ بن جبل ، ودفن ببيسان بالشام.

وضريح أبي عبيدة بن الجراح في بلدة ديرعلا في منطقة الأغوار الوسطى شمال غرب الأردن.

رحم الله أمين امتنا ورضى الله عنه وعن جميع الصحابه ورزقنا الله حسن التأسى به وعمل بما كان عليه .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.