أراء وقراءات

أسرار إستقالة “هالة هاريت” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أثناء حرب غزة

 بعد 18سنة خدمة في الخارجية الامريكية اختارت الإنسانية بدلا من الإجرام والهمجية

 

بقلم / الدكتور محمد النجار 

نعم.. إنها الإنسانة -“هالة هاريت”-القريبة من متخذي القرارات الامريكية، والتي رأت بعينها مدى الدعم الأمريكي “اللامحدود” لإسرائيل بالمال والجنود  والعتاد وأحدث الاسلحة  والطائرات الامريكية الفتاكة التي تفتك بكل شعب غزة دون أي رحمة أو شفقة بطفل او امرأة أو عاجز لايتحرك …

  اختارت الإنسانية بدلا من الإجرام والهمجية

اطلعت “هالة هاريت” على التقارير والقرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الحرية والإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وجنين والخليل والتأييد العام المطلق لاسرائيل في قتلها لأبناء الشعب الفلسطيني ، وهدم البيوت ، وحرق المزارع   ،وتدمير المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والجامعات وتدمير مرافق الكهرباء والغاز والمياه.

لقد استقالت احتجاجا على سياسة إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن تجاه الحرب الإسرائيلية على شعب غزة الأعزل ، وسياسة التجويع التي فرضتها اسرائيل بموافقة من الرئيس بايدن.

“لم يكن لدي أي نية للاستقالة مطلقا”

قالت “هالة هاريت” في مقابلة تلفزيونية مع سي إن إن : “كنت  أنوي الاستمرار في مسيرتي المهنية حتى وصلت إلى المستويات العليا، ولم يكن لدي أي نية للاستقالة مطلقا بعد 18 عاما خدمة في الخارجية الأمريكية” .

وأضافت : ان “سياسة الإدارة الأمريكية  وموقفها بشأن الحرب في غزة خلال سبعة أشهر لم تكن فيها أي رحمة للشعب في غزة ، بل كانت التأييد المطلق لكل مجازر اسرائيل الهمجية ، والتبرير لكل التدمير دون تمييز لمستشفى أو مدرسة أو مسجد وكنيسة ، والتراكم الطويل لكل أحداث الحرب  قد دفعتني لتغيير موقفي للأسف حقا”.

أمريكا في الجانب الخطأ من التاريخ

وأضافت في حوارها مع جريدة واشنطن بوست : “أنا قلقة بشكل أساسي من أننا على الجانب الخطأ من التاريخ ونضر بمصالحنا”، وأشارت  إلى “المعايير المزدوجة” للسياسة الأمريكية في كل آثار الحرب، بما في ذلك “الأزمة الإنسانية ومقتل الصحفيين الفلسطينيين في القطاع” .

فهل تستيقظ  الدبلوماسية العربية والإسلامية

أليست   استقالة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ((هالة هاريت)) تبعث برسالة هامة  للعرب والمسلمين في ضرورة إعادة دراسة استراتيجية علاقتهم  الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية راعية اسرائيل الإرهابية في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، وقد اتضح ذلك في حرب طوفان غزة منذ 7اكتوبر 2023 م ، حيث الدمار الشامل لكل الحياة البشرية والمدنية في غزة دون رحمة لطفل وامرأة أو مستشفى ومدرسة!!! .

((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(44))غافر

د.محمد النجار 09-05-2024م فجر الخميس اول ذي القعدة 1445هـ (طوفان الاقصى)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.