أمام محكمة العدل الدولية :كل مرافعات الجمعة تطالب بتقرير المصير للشعب الفلسطيني ما عدا بريطانيا 

كتب – محمد السيد راشد

حث ممثلو الدّول المشاركة في جلسات الاستماع، التي تعقدها محكمة العدل الدولية يوم امس الجمعة  دول العالم على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ودعت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي ، إلى وقف الاحتلال الإسرائيلي “غير القانوني” للأراضي الفلسطينية.

وأشارت إلى: “أنه لا نية لدى إسرائيل للامتثال للالتزامات القانونية الدولية”.

من جانبه، قال ممثل سلطنة عمان إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تغيير التركيبة الديمغرافية بالأراضي المحتلة، وأكد أن العالم شاهد اليوم على إحدى أسوأ الفظائع التي ترتكب في قطاع غزة.

وقال المسؤول العماني إن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال والقمع والإذلال اليومي منذ 75 عاماً، وطالب بالنظر في انتهاك إسرائيل حق تقرير المصير للفلسطينيين، وبوضع حد لكل الأنشطة التي تمنع الفلسطينيين ممارسة حقهم.

بدوره، قال ممثل دولة النرويج، إن “الاحتلال المستمر منذ عام 1967 والتطورات الأخيرة التي تجري اليوم تثير القلق بشكل كبير”.

وأوضح أن “إسرائيل تستخدم القوة في قطاع غزة، وتستمر في بناء المستعمرات غير الشرعية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وتهدم المنازل، وتهجّر المواطنين الفلسطينيين، وكلها إجراءات مخالفة وتنتهك للقانون الدولي، وقانون حقوق الإنسان”.

وأكد المسؤول النرويجي “حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره”.

كما أكد ممثل سلوفينيا، حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، استناداً إلى ميثاق المنظمة الدولية  والقوانين الدولية والقرارات الدولية  واتفاقية جنيف الرابعة وللرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية عام 2004.

وقال إن “إخضاع الناس للاحتلال الأجنبي واستغلالهم إنما هو انتهاك لميثاق المنظمة الدولية  ولحقوق الإنسان وعقبة أمام تعزيز السلام والتعاون في العالم”.

وطالب ممثل سويسرا، بتبني إجراءات إيجابية من شأنها ضمان حقوق المواطنين المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وشدد على ضرورة “تعاون كل الأطراف من أجل إنهاء هذه الحالة من الاحتلال”.

ونوه المسؤول السويسري بأن “الاحتلال الإسرائيلي قائم منذ عقود خلافاً للقانون الدولي، وعلينا أن ندرك بأن الاحتلال عليه ألا يغير في شكل الأرض التي يحتلها حتى الوصول إلى نهاية الاحتلال عبر التفاوض”.

بريطانيا فقط تؤيد اسرائيل 

في المقابل، دافعت بريطانيا عن الأطروحات الإسرائيلية، مطالبة في الآن ذاته بوقف الهجمات على غزة.

قالت مديرة الشؤون القانونية في وزارة الخارجية البريطانية وممثلتها لدى محكمة العدل الدولية، سالي لانغريش، أن موقف بلادها من الصراع “معروف منذ زمن طويل، إذ إن حل الدولتين الحل الوحيد الذي سيضمن تقرير المصير للفلسطينيين ويحمي هوية إسرائيل وأمنها”.

وأضافت لانغريش، أن “بريطانيا تريد وقفاً فورياً للهجمات في غزة، ومن ثم التقدم نحو وقف مستدام ودائم لإطلاق النار”.

وكان يوم امس الجمعة، هو اليوم الخامس من جلسات استماع تعقدها محكمة العدل الدولية بشأن العواقب القانونية لممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بناءً على طلب من الجمعية العامة .

وشملت جلسة الجمعة، مرافعات من ناميبيا والنرويج وسلطنة عمان وباكستان وإندونيسيا وقطر وبريطانيا وسلوفينيا والسودان وسويسرا وسوريا وتونس.

وفي رأي استشاري مماثل، قضت محكمة العدل الدولية عام 2004، بعدم قانونية بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت إسرائيل بإزالته من كل الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية وضواحيها، مع تعويض المتضررين، لكن تل أبيب لم تنفذ طلب المحكمة.