أراء وقراءات

 أمراض المجتمع ..الأشد فتكا علي حياة المصريين

بقلم / ممدوح الشنهوري*

تغزو العديد من الأمراض الجسدية المكتشفة حديثاً  الكثير من بلدان العالم، وعندما تنتشر في أي بلد فيها، تحصد الكثير من الأرواح، وخاصه إن كان هذا المرض لم يكتشف له علاج بعد . ولكن تظل حياة المريض الجسدية في حال تفشي المرض، متماسكه علي قدر تمكن المرض منها. وفي حال التمكن  قد تستمر حياة الإنسان ،ربما أيام أو اسابيع أو شهور، وتنتهي حياته بالموت.

ولكن ماذا إن كان ذلك المرض طال ” الروح ” مثل أمراض المجتمع، والذي تفشي لدي الكثير المصريين في الأونة الأخيرة وهي كثيرة مثل الغش والنفاق والغل والحقد والحسد والغيبة والنميمة .. الخ . ، والذي إذا أصاب شخص باحدها سواء الخطأ أو بالعمد أو بالتربص والتعقب فيكون لها أثار مدمرة . بالقطع لن تنتهي حياته بالموت السريع كالإصابة الجسدية. لإن العدوي والمرض هنا ستتمكن من الروح، وطالما تمكنت من الروح، فتأثيرها لن يكون علي عضو واحد في الجسد، ولكن سيكون علي كل أعضاء الجسد كله. ليعيش بعد ذلك الإنسان طوال حياته يعاني ويتألم جسدياً ونفسياً، فلا يقدر وقتها علي الموت، ولا علي الحياه .

وتعتبر هذه الأمراض هي أشد أمراض العصر خطورة علي المجتمع المصري، في الأونة الأخيرة . عندما أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة لعامة الناس، في البطش في بعضهم البعض، بسبب وبدون سبب، فقط لإنهم ربما يمتلكون الفراغ، أو إيجاد الفرص المناسبة لتصفية الحسابات بينهم  وبين البعض ، أو التشهير بأحدهم أو إحداهن لمجرد إختلاف بسيط في وجهات النظر . وتتعدد مشاكل أمراض المجتمع لتشمل جميع النواحي الخاصة والعامة لدي المجتمع المصري ، مما تسبب في الأونة الأخيرة الي كثرة الأمراض النفسية وتعدد حوادث و جرائم القتل والإنتحار، وتدمير حياة الكثير من الأسر بسبب التربص بالبعض ونشر الشائعات.

ولم تسلم الدولة أيضا وحكومتها في التشكيك في إنجازتها لصالح المواطن، بمحاربة جميع قرارتها مهما كانت. حتي أصبحنا نعيش في مجتمع سلبي، يأبي التقدم أو الإزدهار بأي طريقة ممكنه، سواء كانت فردية أو جماعية داخل المجتمع، لهذا ستظل أمراض المجتمع هي أشد وأخطر الأمراض فتكاً بالمصريين، إذ لم يتم تحجيمها بعض الشيء بداخل كل إنسان فينا، بنوع من صحو ويقظة للضمير بينًا وبين أنفسنا .

*كاتب وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.