أمريكا تضع شروطاً للحكومة السورية مقابل تخفيف العقوبات.. فماهي؟!

واشنطن تطالب دمشق بطرد المسلحين الفلسطينيين وتأمين الأسلحة الكيميائية
كتب / محمد السيد راشد
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، وضعت جملة من الشروط الجديدة أمام القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، مقابل تقديم تخفيف محدود للعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، فإن واشنطن تشترط على دمشق اتخاذ خطوات رئيسية، تشمل طرد المسلحين الفلسطينيين من الأراضي السورية، وتأمين مخزون البلاد من الأسلحة الكيميائية، بالإضافة إلى القضاء على من تصفهم بالمتطرفين، وذلك كمتطلبات أساسية للنظر في تجديد إعفاء محدود من العقوبات.
شروط مقابل إعفاء محدود
وأوضح المسؤولون أن البيت الأبيض أصدر، خلال الأسابيع الماضية، توجيهات سياسية تدعو السلطات السورية الجديدة إلى تنفيذ هذه الخطوات. وفي المقابل، تعهدت واشنطن بإعادة النظر في الإعفاءات المؤقتة التي كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد منحتها لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
غياب روسيا عن المشهد
وفي خطوة لافتة، أشار التقرير إلى غياب أي ذكر لروسيا في المخطط السياسي الأميركي الحالي، وهو ما فُسّر بأنه تراجع في الضغط الأميركي السابق الذي كانت تمارسه إدارة بايدن لإجبار دمشق على التخلص من القواعد العسكرية الروسية في سوريا. ويأتي هذا التغيير في وقت تخوض فيه واشنطن مفاوضات مع موسكو بشأن إنهاء الصراع في أوكرانيا.
لا اعتراف بحكومة رسمية حتى الآن
وفي تعليق رسمي على هذه التوجهات الجديدة، صرّحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية:
“الولايات المتحدة لا تعترف حالياً بأي كيان كحكومة لسوريا”،
مشيرةً إلى أن السلطات المؤقتة في سوريا “يجب أن تتخلى عن الإرهاب وتقوم بقمعه بشكل تام”، حسب تعبيرها.
تقليص الوجود العسكري الأمريكي
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن واشنطن تخطط لتقليص عدد قواتها المنتشرة في سوريا، من حوالي ألفي جندي إلى النصف خلال الأسابيع المقبلة، مع إعادة تمركز تلك القوات في نقاط محددة. كما يجري تقييم إمكانية إجراء تقليص إضافي في الصيف المقبل.
وتُوكل إلى القوات الأميركية حالياً مهمة منع تحول الأراضي السورية إلى قاعدة لتنظيمات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
موقف ترامب لا يزال غامضًا
رغم هذه التوجيهات الواضحة، لم يصدر بعد موقف رسمي من الرئيس ترامب بشأن باقي ملامح السياسة الأميركية تجاه سوريا، في ظل تغير جذري في تركيبة الحكم بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد على يد فصائل معارضة في ديسمبر الماضي، وإنهاء حرب أهلية امتدت لأكثر من 13 عامًا.