السودان : أنباء عن تسمم قادة في الدعم السريع قرب الفاشر والجيش يوجّه ضربات موجعة
كتبت: د. هيام الإبس
هزّت حادثة تسمم جماعي صفوف قوات الدعم السريع، بعد الإعلان عن وفاة عدد من القادة الميدانيين في موقع قرب مدينة الفاشر شمال دارفور، إثر تناولهم وجبة مشبوهة أُعدت بواسطة أسرى.
وجبة مسمومة أعدها أسرى
كشفت مصادر ميدانية عن أن قادة الدعم السريع أجبروا عددًا من الأسرى على إعداد وجبة عشاء جماعية تضمنت لحومًا ومشروبات كحولية، وقدّمت في وقت متأخر من الليل. وظهرت أعراض التسمم على القيادات خلال ساعات، ما أدى إلى وفاة عدد من الضباط البارزين في المحور الميداني.
حالة ارتباك وتكهنات بالاختراق
أثارت الحادثة حالة من القلق والارتباك داخل صفوف المليشيا، وسط تكهنات بوجود عملية انتقام داخلية أو اختراق أمني. حتى لحظة النشر، لم يصدر أي بيان رسمي من قيادة الدعم السريع، وسط تعتيم إعلامي واضح.
تصعيد عسكري حول الفاشر.. والجيش يدمر 40 مركبة
وفي سياق متصل، أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أنها دمّرت أكثر من 40 مركبة قتالية للدعم السريع خلال معركة شرسة في معسكر زمزم جنوب الفاشر، بالتعاون مع المقاومة الشعبية والمستنفرين المحليين.
وأضاف البيان الرسمي للفرقة أن العملية أدت أيضًا إلى خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، حيث أُصيب أكثر من 70 عنصرًا بجروح خطيرة، وتم نقلهم إلى مستشفيات في كتم وكبكابية والضعين، فيما فرّ عدد كبير من الموقع.
ضربات مدفعية دقيقة وإفشال محاولات تسلل
ونفذت القوات المسلحة ضربة مدفعية دقيقة الأحد الماضي، دمّرت خلالها خمس مركبات محملة بالأسلحة جنوب شرق الفاشر، وأسفرت عن مقتل تسعة عناصر من الدعم السريع.
كما أحبطت القوات المسلحة محاولة تسلل جديدة جنوب غرب المدينة، حيث تم أسر مجموعة من العناصر وضبط معدات قتالية وأجهزة اتصالات كانت بحوزتهم.
قصف على المدنيين وأوضاع إنسانية متدهورة
في المقابل، واصلت قوات الدعم السريع قصف الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين من المدنيين، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية.
ووصف وزير الصحة في حكومة دارفور، بابكر حمدين، الوضع الإنساني في الفاشر بأنه مأساوي ومزري، مؤكدًا أن القصف تسبب في أكثر من 320 قتيلًا وجريحًا خلال أربعة أيام فقط، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بـ”استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات ونهبها”.
دعوات دولية لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية
من جهته، طالب حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، المجتمع الدولي بتصنيف الدعم السريع كـ”تنظيم إرهابي“، وملاحقة قادته دوليًا على خلفية الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين.
وقال مناوي عبر منصة “إكس”: “إحراق معسكر زمزم وقتل أهله لا يعني نصرًا، بل هي معركة واحدة، وسينتصر الجيش والمقاومة بالإرادة.”
وفي ختام البيان، أكدت الفرقة السادسة أن الوضع تحت السيطرة، داعية المواطنين إلى توخي الحذر وعدم التجمهر في مناطق الاشتباك، مشددة على أن “الفاشر وأهلها لن يكونوا لقمة سائغة للميليشيات المتمردة.”
