تقارير وتحقيقات

أين ذهب العيد؟؟!!

فرحة العيد اليوم فردية وفي السابق الفرحة كان يتقاسمها الجميع

تحقيق اجرته :عزه السيد

 

 أصبحت أعيادنا تخطر على بالنا كالذكريات بين واقع وأمان، بين ماض وحاضر، بين اشتياق لما فات وترقب لما هو أت ، هكذا أصبح العيد غريباً ما بين وبين. بالأمس كنّا ننتظر هلال العيد قبل مجيئه بأيام نرتقبه بشوق ننتظرة كما تتنظر العروس عريسها ليلة الزفاف لتتزين له ونحتار كثيرآ فى إختيار الأثواب الجميلة لنتقابل معه….مع العيد أما اليوم فقد تهنا فى زحمة مشاعر ، بين فرحة صادقة وفرحة ربما أصبحت عادية جداً، اليوم أصبحت متعة العيد فردية وأصبحت أهم من السعادة الجماعية التي كان يتقاسمها الجميع، لقد نسينا أهمية ذلك الميعاد الرباني فهلال العيد يهل في العام مرتين فقط، وقد حرمنا أنفسنا من الأجر ولذة اللقاء، إننا اليوم إبتعدنا عن الكثير من المشاعر التي أصبحت مجرد اوهام فرح وليست حقيقة نعيشها، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هى السبيل للتواصل بين الناس وارسال التهانى، مجرد كلمة او صور ترسل تكن هى تهنئة العيد بين الجميع “لقد أصبحنا نكتفى بإرسال رسالة” لقد ابتعدنا كثيرآعن سعادة العيد ولذته ومعناه الحقيقي. كثير من الذكريات التي حفرت ونقشت في الذاكرة ما زالت حية تنعشها الأيام التي عشناها، وأصبحنا نسترجع الذكريات وتلك المظاهر التى التى جمعت الأهل ، فقد كان الحب يملأ القلوب وكانت قيمة العيد لديهم كبيرة، فقد كانوا يستعدون للعيد بشتى صوره ومظاهره احتفالا به، اليوم أصبحنا أقرباء غرباء .
تجولت وضوح أول أيام العيد فى الشوارع والميادين تسأل والناس تجيب . وسؤالنا هو…..
هل إختلف العيد اليوم عن العيد زمان؟

يا ليلة العيد انيستينا

قابلنا الحاجة أم اشرف وهى سيدة فى السبعين من عمرها وسألناها
ايه هو العيد عند ام أشرف؟
فأجابت يابنتى من أول ما هلال العيد بيظهر ، بتلاقى حالة من الفرحة وبالخصوص في الشوارع اللى بتكون زحمة ودى طبعا بتكون فى المناطق اللى بتقولو عليها شعبية، وقتها بتلاقى مكبرات الصوت في القهاوى والبيوت المصرية كلها بتذيع الأغنية المشهورة التي ارتبطت بالعيد فى كل مصر وهى “يا ليلة العيد آنستينا.. وجددتي الأمل فينا”، أغنية ” الست ” أم كلثوم، اللى كل المصريين مش بيقتنعو بأن “العيد بكرة” إلا بعد ما يسمعو الأغنية دى .

عيدية العيد

وعندما سألتها طب كلمينا عن عيدية العيد؟
قالتلى وهى تضحك زمان كان الأطفال بيستنو العيد بفارغ الصبر علشان ياخدو العيدية دى أهم حاجه فى العيد بعد الهدوم الجديدة والأحذية الجديدة وتوك البنات كمان ،وكان كل طفل بينام ليلة العيد وهدومة الجديدة جنبه على السرير وكانو بيفرحو دايماً لما تكون العيدية من الفلوس الورق الجديدة، لدرجة إن كل واحد كان يتباهي بكمية الفلوس الجديدة اللى بيجمعها.
طب ايه كمان بيفكرك بفرحة العيد زمان؟
اجابت بسرعة المراجيح بالرغم من ظهور وانتشار المرجيح اللى بالكهربا ” الملاهى” زى مابتقولو عليها دلوقتى، إلا أن “المراجيح” زمان في مصر بتبقى ليها فرحة تانيه قدام كل الألعاب الجديدة؛ فالأطفال بيلاقو متعة كبيرة لما بيركبوها
ممكن تكلمينا يا حاجه ام اشرف عن اكلات العيد زمان وهل اختلفت دلوقتى ؟
قالت اكلات العيد زمان ودلوقتى هى هى تقريبا فالعيد عندنا يرتبط بأكلات بعينها ، ففي عيد الأضحى لازم تكون اساسها اللحمة اكيد وكمان اكل معين زى “لحم الرأس” و”الكرشة” و”الممبار” و”الكوارع”، وكمان “الرقاق” اساسى أما في عيد الفطر فبيكون طبعآ السمك و”الرنجة” و”الترمس” والكعك والبسكويت. –

هدايا العروسة..

معلش انا عارفه انى تعبتك معايا بس الكلام معاكى بيعيشنا العيد بطعمه ورائحتة الاصيلة كلمينا بقى عن العرايس والعرسان فى العيد.
.. تبتسم بحنان وتقول ولا يهمك ، وانا بتكلم معاكى انا كمان بعيش ايامى وبفتكر احلاها مع العيد الأول لأي عروسة في مصر لازم اهلها يروحو بيتها الجديد ومعاهم عدد كبير من الهدايا اللى بنسميها “الموسم”، وبتختلف نوعها من مكان لمكان وحسب مقدرة وحالة اهل العروسة. هدايا “المواسم” بتكون دايمآ لحمة وشوية حاجات زى السكر والرز والمكرونة وحاجات تانية ، و بيكون فيها الهدوم وعيدية فلوس كمان وبيفضل الأهالى يبعتو”الموسم” لبنتهم كذا سنة بعد الزواج.

لمة العيد

وكان سؤالى الأخير للحاجة ام اشرف …. ما هى اهم حاجه كنتى بتفرحى بيها فى العيد وافتقدتيها دلوقتى؟
قالت ومسحة من الحزن تكسو وجهها…..اللمة …زمان كانت اكتر حاجه بتحسسنا بالعيد هى اللمة وماكانش العيد يبقى عيد الا بيها، كانت كلمة كل سنه وانت طيب بتتقال باللسان وبالأحضان دلوقتى بقى التليفون هو اللى بيتكلم ،كنا بنتجمع فى البيوت سوا وبنزور بعض ونهنى بعض ناكل سوا وكل واحد بيروح لكل اهله يهنيهم ويعيد عليهم ويعيد على الأولاد بالعيدية ،وكنا بنفتكر كل اللى فات ونتكلم ونضحك، دلوقتى مافيش حد فاضى يروح لحد ، الناس اكترهم اتلهو كل واحد فى حاله وقليلين أوى اللى لسه بيزورو بعض علشان كده مبقيناش نحس بالعيد…. بعدنا اوى يابنتى عن بعض بقينا غربا عن بعض واحنا جنب بعض.
وجاء الوقت لأختم حديثى مع ذكريات الحاجة ام اشرف عن العيد ، فودعتها بابتسامة وكلمات المعايدة وتركتها وانصرفت ، وانا فى طريقى كان بداخلى سؤال يتردد بشدة ولا اجد له إجابة…..أين ذهب العيد؟؟؟؟؟؟

وبعد ان تركنا أم اشرف بذكرياتها عن العيد قررنا ان نشارك الجيل الجديد فرحته ورأية فى العيد ،وتجولنا حتى قابلنا

أحمد ابراهيم “شاب مصري فى العشرينات وسألناه كيف تجد العيد ؟؟
فقال: العيد طبعا هو الصلاة أولا هي بداية العيد عندنا وايضا زيارة الاهل والأصدقاء هذه طقوس اول يوم وبعد كده الخروج مع الاصدقاء، بس انا ملاحظ ان العيد الأيام دى فقد طعمه يعنى لما كنا اطفال كان العيد احلى وبنحس بطعمه اكتر ،مش عارف ايه السبب بس ده اللى انا حاسه

أحمد محمود طالب حقوق ” قال”: انا واصحابى بنكون مجموعة كبيرة من الشباب ونجتمع في مركب نيلية نكون عائلة ونغني ونرقص هذا شئ رائع فنحن لا نزعج حد ولا حد يزعجنا، لأننا لو خرجنا فى أى مكان تانى مش هنستمتع ولا هنحس بالعيد علشان الزحمة الرهيبة.

إيمان ابراهيم فتاة فى الثانية والعشرين ابتسمت وقالت العيد عندنا يعنى اللمة والصحبة والخروج انا وصحباتى لان نفسنا نعيش شوية ونفك مع بعض بس فى حاجات بتزعلنا لأننا بنلاحظ ان الشباب بيخرجو فى العيد دايما علشان يتظاهرو امام البنات ومنهم اللى بيعاكس ويضايقنا ،وكمان كتير منهم بيتكلم كلمات بتخلينا نتضايق اوى وكل ده علشان يلفتو نظرنا.
مدام نهى متزوجة ولديها بنتين وولد قالت: انا دلوقتى اهم حاجه عندى فى العيد انى افسح ولادى واخليهم يحسو بفرحة العيد لكن هنا بتكون المشكله الكبيرة لان الشوارع اصبحت زحمة جدا وبنعانى علشان نلاقى مكان نروحه والأماكن إما اسعارها عالية أو زحمة ومافيهاش أمان وطبعا بتضيع الخروجه فى محاولة انى اخد بالى من الولاد ودى بتكون حاجه مرهقه جدآ.

عم ابو مصطفى مواطن مصرى بسيط قال : العيد ده يعنى ارتاح من تعب الشغل عارف ان كلام مش صح بس قوليلى حضرتك انتى حاسه ان فى عيد؟؟؟، الشوارع زحمة والأسعار نار وكل حاجه مابقتش زى زمان لا الناس هى الناس ولا الدنيا هى الدنيا وعلشان اجيب لحمة العيد واخرج العيال بكون حاسس انى عاجز ومش قادر اديهم ولا اجيبلهم اللى عايزينه ،علشان كده بقول ارتاح فى البيت احسن.

وانتهينا من جولتنا ونحن ما زلنا نتسائل هل ذهب العيد ؟! وإلى أين ذهب؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.