أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ .. اسرائيل تمر بأسوأ حال
بقلم / ممدوح الشنهوري
قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ] (الآية 214)
وقال جل جلاله في سورة آل عمران :
[وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( 139 ) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( 140 ) ]
صدق اللَّهُ العظيم
تظن الكثير من شعوب العالم، وخاصه الشعوب العربية في منطقة الشرق أن ما يحدث في فلسطين في حربها ” طوفان الأقصي ” ضد إسرائيل، هو مجرد إختبار وإبتلاء من الله عز وجل للفلسطنيين .
نعم إنه هو فعلا إختبار و ابتلاء من الله لهم، ولكن قبل أن يكون هو مجرد إختبار وإبتلاء لهم .. فهو إختبار لإنسانية أبناء جلدتهم وأبناء عروبتهم في نصرتهم في حربهم ضد إسرائيل، أو تركهم يواجهون مصيرهم حتي النهايه بالنصر .. أو النصر .. !! علي أعدائهم اليهود ان شاء الله .
وهو إختبار أيضا لإنسانيه العالم في ترك شعب يٌباد بالطائرات، بجميع أحدث الإسلحة عالميا ومنها المحرم دوليا ك ” قنابل الفسفور “.
ورغم أن وضع الحرب الحالي بما تمتلكه إسرائيل من أسلحة متقدمة وطائرات حديثة، تقوم بشن هجماتها علي فلسطين ليلا ونهارا ك إستخدامها طائرات ال ” F35 ” وهي طائرات الشبح الإمريكية، شِبه جاعل إسرائيل، تَملك زِمام الأمور في النصر علي فلسطين، أمام الإعلام العالمي .
ولكن حقيقة هذه الحرب مغايره لذلك تماما متي إن وصلت لنهايتها، رغم تزايد عدد الشهداء الفلسطينين يوما بعد يوم، و رغم ذلك الدمار الذي طال أجزاء كبيرة من مدينة غزة.
لإن ما قامت به إسرائيل منذ حرب 48 من ” صروح وأحلام ” وهمية أمام الرأي العام العالمي والعربي علي إنها أقوي دولة في منطقة الشرق الاوسط، لم يعد له أي أساس الأن بعد كسر شوكة حماس لهم في عٌقر دارهم، وهدم ذلك الوهم الذي ظلوا يخدعون ويخوفون بها العديد من دول المنطقة العربية لسنوات وسنوات !! .
وخاصة بعد حالات الرعب والهلع التي يعيشون فيها ليلا ونهار بعد تهجير اكثر من ” 136 ” ألف مستوطن من غِلاف غزه وهي المدن التي إستوطنتها إسرائيل لهم بعد إغتصابها من أرض فلسطين، والخوف من عدم عودتهم لها مره أخري في المستقبل، خشية أن تتكرر معركة طوفان الأقصي مرة أخري معهم.
بخلاف تلك الإنهارات النفسية في صفوف جيشهم من جراء خشيتهم علي أرواحهم ، مقابل ما يشاهدونه من عمليات فدائية ” والترحاب بالموت ” من قِبل عناصر حماس والفدائيين الفلسطينيين، مما جعلهم يفقدون السيطرة علي أنفسهم نفسيا في كل تحركاتهم ، ولولا إمتلاكهم لسلاح الطيران وإفتقاد الفلسطينيين له ودعم الغرب لهم بالسلاح، لما تحملت إسرائيل بضعة أيام وإنهارت أمام غضب وقوة وشجاعة أصحاب الحق والأرض وهم الفلسطينيين .
وبما أن إسرائيل الأن تمر بأسوأ كابوس في تاريخها منذ حرب أكتوبر 73 لأن معركتها الان مع الفلسطينيين داخل العمق الإسرائيلي وليس في صحراء فارغة بعيدا عن مدنها مثلما كان في حرب 73 في سيناء ك الخوف علي أسرها لدي حماس، وضغوط أهلهم علي حكومة نتنياهو لإسترجاعهم، مع تخبط رئيس الوزراء نتنياهو مع وزير دفاعه ” يوآف غالانت ” ورمي مسؤولة عملية طوفان الاقصي كٌل منهم علي الأخر، والخوف من عدم عودة مستوطنين غِلاف غره مره أخري لتصير هذه المستوطنات مرتع لحركة حماس في المستقبل، مما سيهدد باقي المدن الإسرائيلية الأخري.
وربما قد يطول اجل الحرب أو يقصر في المستقبل القريب ولكن بعد أن تعرت إسرائيل أمام العالم بجِبنها وخِستها وإستقواءها بالغرب بضربها وإنتقامها الجماعي من الأبرياء في غزه.
ولكن في النهايه ستكون الغلبه لأصحاب الحق والأرض وهم الفلسطينيين ، لإن المٌغتصب للحق دائما خائف ومهزوز ومتخبط في كل أفعاله وردودها، وإسرائيل منذ حرب طوفان الاقصي، وهي ما زالت في حالة صدمة .. لم تؤثر علي مواطنيها فقط داخل إسرائيل، ولكن أثرت و ستؤثر علي مستقبلها الإستراتجي في منطقة الشرق الاوسط فيما بعد الحرب .
ممدوح الشنهوري
كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان