إرشاد من هدي النبي صلى الله عليه وسلم: لا سنة راتبة قبل صلاة الجمعة

إعداد: الشيخ محمد محمود عيسى
أولًا: خطأ الاعتقاد بوجود سنة راتبة قبل الجمعة
يلاحظ كثيرًا أن بعض المسلمين يذهبون إلى المسجد مبكرًا، فيصلون تطوعًا ثم يجلسون، فإذا أذّن المؤذن الأذان الأول، قام بعضهم للصلاة.
ومنهم من يصلي ركعتين أو أربع ركعات، معتقدًا أنها سنة الجمعة، أو يظنها سنة الظهر. وفي كلا الحالين، فإن هذا التصرف ليس من السنة، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة، ولا التابعون.
كما أن البعض يصلي ركعتين ظنًا أن بين كل أذانين صلاة، وهذا فهم خاطئ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المقصود بالأذانين في الحديث هما الأذان والإقامة، باعتبار أن الإقامة تسمى أذانًا.
أما الأذانان في الجمعة، فقد أُحدثا في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما أمر أن يُؤذن في السوق قبل الصلاة بوقت طويل (نحو ساعة)، لتنبيه الناس للاستعداد لصلاة الجمعة. أما الأذان الفعلي فكان في المسجد عند صعود الخطيب على المنبر.
وللأسف، ما زال بعض المشايخ يتمسكون بهذا الفعل رغم مخالفته الصريحة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: ماذا تفعل إذا حضرت المسجد مبكرًا يوم الجمعة؟
السنة أن تصلي ركعتين ركعتين تطوعًا ما شئت، حتى يصعد الخطيب على المنبر، ولا تحددها بعدد معين. أقلها ركعتان، ويمكن أن تزيد حسب قدرتك ورغبتك في العبادة، ثم تجلس للاستماع إلى الخطبة بخشوع.
ثالثًا: متى تكون السنة الراتبة للجمعة؟
السنة المؤكدة للجمعة تكون بعد الصلاة، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعًا»،
وفي رواية أخرى:
«فإن عُجِل بك شيء فصل ركعتين في المسجد وركعتين إذا رجعت».
(رواه أبو هريرة – صحيح مسلم)
رابعًا: خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أيها الأحبة، إن خير الهدي هو هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعلينا أن نحرص على اتباعه والتمسك به، بعيدًا عن البدع والمخالفات.
نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه. والله أعلى وأعلم، وجزاكم الله خيرًا.
الشيخ محمد محمود عيسى
منشاة سلطان – منوف – المنوفية