شئون عربية

إنسانية شعوب العالم ما زالت بخير وفضحت مواقف السياسيين

بقلم / ممدوح الشنهوري

منذ خمسة وسبعون عاما، وفلسطين تتعرض للإنتهاكات والمجازر الإسرائيلية، ولم يتحرك العالم  بشكل جاد نحو قضيتها ، الإ من خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة والمستمرة منذ حوالي 5 أشهر وراح ضحيتها أكثر من 30 الف شهيد معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن .

وجاء هذا التحرك الشعبي العالمي الجارف بعد تغطيات وسائل الإعلام العالمية المسموعة والمرئية بالبث المباشر، ، وتوثيق ما يقوم به الإسرائيليين من مذابخ في حق المدنيين في غزة لحظة بلحظة . وتحركت انسانية كافة شعوب العالم ونظموا مظاهرات يومية  تطالب بوقف هذه المذابح ، وبالدعوة لمقاطعة منتجات اسرائيل ومنتجات الدول الغربية المؤيدة وخاصة أمريكا التي تشارك في ارتكاب هذه المذابح بالدعم العسكري والسياسي، وتعرقل اي قرار لمجلس الامن الدولي يدعو لوقف الحرب باستخدام حق النقض ” الفيتو”.

وايضا جاءت التحركات على الصعيد الرسمي رافضة للعدوان الاسرائيلي الوحشي وقامت بعض الدول بطرد السفراء الاسرائيليين لديها تعبيرا عن غضبها . و التحرك الأكثر ايجابية كان من دولة جنوب افريقيا التي رفعت دعوى فضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم اسرائيل بارتكاب المجازر الجماعية .

صورة للشهداء الذي تقتلهم اسرائيل بشكل يومي منذ حوالي 5 اشهر

ولكن كل هذه التحركات الرسمية والشعبية لم تأت ثمارها حتى الان بسبب الدعم الامريكي وبعض الدول الاوروبية للحكومة الإسرائيلية المتطرفة بزعامة مجرم الحرب نتنياهو .وبسبب مواقفهم المخزية  تعري قادة والسياسيين تلك الدول أمام شعوبهم ، بصورة غير مسبوقة في تاريخ بلادهم ، وتم كشف الوجه العنصري واللأخلاقي الذي يخبئة السياسيين احيانا عند توليهم لمهامهم القيادية  او السياسية عند الدول والشعوب .

وتواصل إنسانية الشعوب وخاصة  الغربية اتخاذ مواقف جادة ، في فضح سياسيين الغرب يوما بعد الأخر، بإصرارهم علي نصرة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان والحرب عليه، بإستمرارهم في المظاهرات اليومية حتي الأن ، دون أدني خوف من تلك التهديدات والإعتقالات التي يتعرضون لها من قِبل سلطاتهم المحلية، دفاعا علي مواقف الإنسانية النابعة من داخلهم نحو الشعب الفلسطيني .

وكان من اكثر  المواقف الإنسانية التي عبرت بصدق ونبل حتي في التضحية بالحياة من أجل كلمة صدق وموقف إنساني يٌحسب لهم نحو القضية الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة في إمريكا ، هو موت  الطيار الإمريكي ” آرون بوشنل ” بعد حرقه لنفسه بملابسه  العسكرية أمام السفارة الإسرائيلية، بعد سكب مادة شاعلة علي جسده، و إشعال النار في نفسه علي مرئي ومسمع من من وسائل الإعلام، وهو يردد “فلسطين حرة “.

ليعلمنا حقا بأن السياسيين هم ” داء الشعوب ” احيانا الذي قد يدمرون به شعوبهم  نفسيا ومعنويا ويفقدونهم الكثير من إنسانيتهم، إن صاروا علي نهجهم بالإتباع الأعمي ،لكل قرارتهم الحمقاء والغير إنسانية في تلك المواقف والصراعات المسلحة بين الدول وبعضها البعض ، حتي وإن كان في صالح بلادهم، ولكن ليس علي حساب حقوق شعوب أخري .

ممدوح الشنهوري 

كاتب صحفي و عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.