الأخ … لا يعوض

كتب – وليد على
ظهر فى هذه الفترة أفة خبيثه من أفات المجتمع التى تدمر البيوت وتفسد المجتمع الا وهى قطيعة الرحم ومعادة الأخ لأخيه حتى امتلات أروقة المحاكم وأقسام الشرطة من شكوى هذه النزاعات .
ولا نسمع او نرى من يحذر الناس من هذا الخطر الذى بات يحرق ويدمر من يقف فى طريقه بل أصبح الناس وهم يتكلمون بأن هذا شىء طبيعى موجود بصورة واضحه فى كل البيوت الآ ما رحم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .
ومن هنا يجب على الآمة ان تحظر من هذه الأفة بل ويجب ان نتصدى لها جميعا حتى يعود الناس الى ما كانوا عليه .
بداية يجب ان نعرف ان الله سبحانه وتعالى حذرنا من هذه الافه فى أكثر من موضع فى القرأن الكريم حيث قال تعالى: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) . سورة محمد
قال قتادة فهل عسيتم كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله، ألم يسفكوا الدم الحرام، وقطَّعوا الأرحام، وعَصَوا الرحمن.
ولما كانت هذه الآفه تدمر المجتمعات وتشتت الناس حذرنا الله منها ومن الوقوع فيها ووصفها بالفساد فى الارض .
قال الله تعالى( وما يضل به إلا الفاسقين . الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) البقرة:26-27.
وحذرنا النبى صلى الله عليه وسلم من هذه الآفة أيضا فعن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ] . رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة : قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى قال : فذلك لك ] . رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ] رواه البخاري.وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ] . رواه البخاري.وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ من سره أن يمد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله وليصل رحمه ] .
وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :[ الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله ] . رواه مسلم.
وكان من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم للناس حين وصل الى المدينة : [ يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ] رواه أحمد
وحتى لا يظن البعض انه اذا وصل قرابته وقطعوه فالذنب عليهم بل يجب عليه ان يداوم على صلتهم فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ]. رواه البخاري .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ] . رواه مسلم .
وحتى لا نقع فى الندم على ما فاتنا وقت لا ينفع فيه الندم وقد خسرنا كل شىء نحب فى الدنيا وضيعنا من بين أيدينا باب صلة بيننا وبين الله فعلينا ان نسارع الى ترك القطيعه وان يصل كل منا قرابته وان نتمسك بإخوتنا بل ويشد كلا منا على يد أخيه ولنعلم اننا كلنا نخطأ وليس منا أحد معصوم فلا نلقى بالوم على الأخرين ونتهمهم بالتقصير .
بل يجب علينا ان نتوب ونرجع الى الله عسى الله ان يقبلنا وان يتوب علينا وان نرفعها شعار فى حيتنا وبين أبنائنا وفى بيوتنا أن الأخ … لا يعوض .