بقلم : مدحت مرسي
بقلم : مدحت مرسي
أيها الحبة الكرام
إن في الكون أصل لايتغير ولا يتبدل هو قانون الضبط..
ضبط القوة وتصريفها وتوجيهها على مقتضى الحكمة.
ويقابله في الإنسان قانون مثله لابد منه لضبط معاني الإنسانية وتصريفها وتوجيهها على مقتضى الكمال و الحكمة .
وما فروض الدين وواجباته إلا حركة هذا القانون في عمله فما تلك إلا طرق ثابته لخلق الحس الأدبي وتثبيته بالتكرار وإدخاله في ناموس طبيعي بإجرائه في الأنفس مجرى العادة وجعله بكل ذلك قوة في باطنها.
فماالواجبات والأداب بفروض دينية بل هي في الواقع عناصر تكوين النفس العالية وما هي أوامر بل هي حقائق.
فيا للعجب..!!
من هؤلاء الذين يحاولون وهو لايشعرون أو يشعرون هدم تلك الضوابط التي هي ما يمتاز بها ديننا عن هولاء الغربيون الذين يقتبسون منهم جعل الدين مواسم وأوكازيون وسوق لمدة شهر يقام ثم ينفض فهم خطر على الدين وعلى المسلمين .
إن المحافظة على الضوابط الإنسانية القوية التي هي مظاهر الدين فينا،
ثم إدخال الواجبات الإجتماعية الحديثة في هذه الضوابط لربطها بالعصر وحضارته،
ثم تنسيق مظهر الأمة على مقتضى هذه الواجبات والضوابط،
ثم العمل على إتحاد المشاعر وتمازجها لتقويم هذا المظهر الشعبي في جملته بتقويم أجزائه .
هذه هي الأركان الأربعة التي يقوم عليها فهمنا لشهر رمضان .