الأمم المتحدة: غزة على حافة الانهيار الكامل والمجاعة تهدد الملايين

كتب / هاني حسبو 

حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتي دخلت شهرها التاسع عشر، إلى جانب الحصار الكامل ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهرين، تسببت في تدمير حياة 2.2 مليون فلسطيني وانهيار شبه كامل للبنى التحتية الأساسية التي يعتمد عليها السكان للبقاء على قيد الحياة.

نفاد الغذاء بشكل كامل

وفي تقرير صدر الجمعة، كشف برنامج الأغذية العالمي أنه سلّم آخر ما تبقى لديه من مخزونات غذائية إلى مطابخ الوجبات الساخنة المنتشرة في القطاع. وأكد أن هذه المطابخ كانت تشكّل المصدر الوحيد المنتظم للمساعدة الغذائية، رغم أنها لا تغطي سوى نصف السكان وتلبي ربع الاحتياجات اليومية فقط.

وحذر البرنامج من أن الوضع في غزة عاد إلى “نقطة الانهيار“، مشيراً إلى أن أي تأخير إضافي في فتح المعابر الإنسانية والتجارية قد يضطره إلى وقف المساعدات الحيوية بالكامل.

أسبوع ثامن من الحصار.. وارتفاع الأسعار

من جهته، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن الحصار الإسرائيلي دخل أسبوعه الثامن، مع استمرار منع دخول الغذاء والوقود، ما أدى إلى توقف المخابز ونفاد الدقيق، إلى جانب ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية الأساسية.

كما أشار إلى استمرار الهجمات الإسرائيلية البحرية التي دمرت بشكل ممنهج صناعة صيد الأسماك في غزة، ولفت إلى أن المخزونات الغذائية المتبقية في القطاع تتناقص بسرعة كبيرة، مما يعرّض الفئات الضعيفة، وخاصة الأطفال والنساء، لخطر المجاعة.

تدمير منظم للبنية التحتية

أكد المكتب الأممي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن بين 21 و22 أبريل/نيسان هجمات منسقة في ثلاث محافظات بقطاع غزة، أسفرت عن تدمير 36 آلة ثقيلة تُستخدم في عمليات الإغاثة والإنقاذ، كحفارات وصهاريج مياه ومركبات شفط صرف صحي.

وأوضح أن هذا التدمير سيؤدي إلى إعاقة كبيرة في جهود الإنقاذ، كإزالة الأنقاض وانتشال الضحايا، وتأمين مياه الشرب، وصيانة أنظمة الصرف الصحي، ما ينذر بوقوع كارثة صحية وإنسانية وشيكة بسبب احتمالية تفشي الأمراض.

جرائم حرب واستهداف المدنيين

وصف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذه الهجمات بأنها “متعمّدة” وتشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، خصوصًا مع استهداف منشآت مدنية حيوية تُعد ضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة.

النساء والفتيات في قلب المعاناة

وفي السياق ذاته، ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن نحو 50% من النازحين والمتضررين في قطاع غزة من النساء والفتيات، في حين أكد مكتب حقوق الإنسان أن ما يقارب 70% من ضحايا الحرب في غزة منذ أكتوبر 2023 وحتى نهاية مارس 2025 هم من النساء والأطفال، في صورة تعكس مدى فداحة الكارثة الإنسانية المستمرة.