
كتب – وليد على
نسمع فى محافل كثيرة بين أعياد وتكريمات وفضائل يقصها علينا أهل العلم بل وأغانى يتغنى بها وأشعارعن فضل الأم وحنانها وتضحياتها وثواب من صحبها فى حياتها وكبرها .
ولكن … هل تذكرنا فضل الاب ذلك الفارس الذى يمطتى فرسة كل يوم من شرق الشمس الى مغيبها يقاتل فى معارك شتى حتى يأتى بالخير والرزق لأهل وأولاده هل غاب عنا ان نذكره بخير ولو قليل او نتكلم عنه فى مجالسنا بأداب .
يا له من نكران وخزى وعار أن ينسى الأبن والده الذى هو سبب فى وجوده فى الدنيا وأمه التى تغنى بها أباه هو الذى اختارها له وهو الذى بنى ذلك البيت حتى يحميه بين جدرانه من كل شر .
وربما يتسأل بعضناهل ذكر الأب فى القرأن او جاء ذكرة فى السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاه واتم التسليم .
ولكن دعنى أقول لك اولاً هل تعرف من هو الأب ؟؟؟
الأب .. هو الحنان الدافى والقلب الابيض وهو الرقيق والرفيق والصديق والشريك و هو الخادم الذى لا ينتظر الاجر وهو السند والقوة الذى يحتمى به وهوالجبل الذى يقف فى وجه الدنيا لأجل أبناءه وهو الشجرة التى تعطى وتظلل وهو النهر الجارى الذى يفيض بالحب والحنان ولا ينتظر رد وهو الذى يعطيك أسمه تحى به بين الناس وتدعى بأسمك واسم أبيك يوم القيامة.
ذكر الله الأب فى القرأن الكريم وأمرنا بالاحسان اليه وعدم عصيانه او الخروج عن أمره الا ان يأمرك بمعصية فلا طاعة له عليك قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
ويلاحظ أن القرآن في جميع آيات البر لم يفرق بين الأبوين في وجوب البر والصلة قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
وقال ابن حزم في مراتب الإجماع : (واتفقوا أن بر الوالدين فرض).
وعن أبو الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه). رواه أحمد.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف. قيل: من يا رسول الله قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة).
فعليك ببر الآب والآم معا وعدم عصيانهما والدعاء لهما بعدم موتهما اللهم اغفر لأبى وأمى وارحمهما كما ربيانى صغير .