الصراط المستقيم

الاشهر الحرم …. فلا تظلموا فيهن انفسكم

كتب – وليد على

خلق الله السموات والارض وجعل السنة اثنى عشر شهرا وجعل منها اربعة حرم وعظم سبحانه وتعالى هذه الاشهر وحرم فيها القتال وبل وكانت العرب قبل الا سلام تعظمها وتحرم فيها القتال فكان الرجل يلقى فيها من قتل اباه فلا يقاتله .

قال تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )  سورة المائده

وجاء الاسلام وجعل من هذه الشهور مواسم للطاعات واستقبال لها .

عن ابن عمر قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنًى في أوسط أيام التشريق فقال يا أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرً

منها أربعة حرم أوّلهن رجبُ مُضَر بين جمادى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة والمحرم .

فعل الله رجب مضر الذى هو بين جمادى وشعبان (ومضر هذه قبيلة كانت تعظمة فى الجاهليه) فكان شهر رجب تحضيرا وتجهيزا للنفس على استقبال شهر شعبان الذى ترفع فية الاعمال الى الله ثم استقبال لشهر رمضان الذى فيه الصيام والقيام وفيه ليلة القدر وما لهل من شرف ومكانه حتى يكون العبد فيها من المقبولين .

ثم بعد ذلك ياتى موسم الحج وكان الناس يخرجون للحج قبله بفترة فجعل الله ذو القعده قبل ذوالحجه حتى يأمن الناس على انفسهم واموالهم فى ذهابهم الى حج بيت الله الحرام فاذا ذهبوا لاداء فريضة الحج كان فى شهر ذى الحجه حتى يؤدون الشعائرفى امان على انفسهم واهلهم واموالهم  .

واذا اراد الناس ان يعودوا الى بلدانهم بأمن جعل الله شهر الله المحرم حتى يأمن الناس ايضا على انفسهم حين عودتهم .

ومن عظيم فضل الله جل وعلا ان جعلنا نستقبل العام بشهرا حرام ونودعه بشهرا حرام حتى يأتى فى انفسنا على الدوام حرمة النفس والعرض والمال وحرمه المسلم ككل .

وبعد ان امرنا الله ان نعظم الاشهر الحرم أمرنا الله بعدم الظلم  فقال (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) وظلم العبد لنفسه شىء عظيم .

فلا يحق للعبد ان يظلم غيره فضلا على ان يظلم نفسه فكما كان الاجر على الطاعات والعبادات فى هذه الاشهر اجره اعظم من غيره كان جزاء الامعاصى فيهن اعظم من غيرها .

وعلينا ان نحسن استقبال هذه الاشهر المباركه وان نكثر فيها من الاعمال الصالحه ونجعل منها تديبر للنفس على الطاعات والاعمال الصالحه من ذكر وتلاوة للقران وزكاة للمال والبعد عن الظلم للنفس او الغير .

وليد على

محرر بكتاب الجمهورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.