كتبت : د.هيام الإبس
خاطب رئيس مجلس السيادة الانتقالى، عبد الفتاح البرهان، يوم الخميس 26 سبتمبر 2024، الجمعية العامة للأمم المتحدة، متناولاً الحرب فى السودان، والقضية الفلسطينية، وإصلاح المنظومة الدولية.
الحرب فى السودان تمرد على سيادة الدولة
وصف البرهان الحرب فى السودان بأنها تمرد على سيادة الدولة، قائلاً، إن قوات الدعم السريع بدأتها بمحاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وسرعان ما تحولت إلى حرب شاملة “ضد الشعب السودانى ودولته”.
وقال إن قوات الدعم السريع من خلال ما رصد لها من جرائم تطهير عرقى وتهجير قسرى وإبادة جماعية، استحقت أن تُصنّف كـ”جماعة إرهابية”، بحسب تعبيره.
رئيس مجلس السيادة الذى يقود الجيش السودانى لفت فى خطابه عدة مرات إلى الدعم الذى تقدمه دول فى الإقليم إلى الدعم السريع، قائلاً: إن هذه الدول – التى لم يسمها- وفرت لهذه القوات الدعم المالى وسهلت لها تجنيد وترحيل المرتزقة والسلاح.
وأضاف: “إننا أمام تحدٍ كبير، وهذه المنظمة الأممية يجب أن تضطلع بمسؤولياتها فى حماية الدول النامية من أطماع الدول التى ما زالت تعتقد أنها ستتحكم فى مقدرات الشعوب بما تملكه من قوة أو مال”.
وشدد على أن الأزمات التى يمر بها السودان سببها ازدواجية المعايير، الإكراه السياسى، والابتزاز الاقتصادى.
ويتبادل طرفا الحرب فى السودان الاتهامات ضمن ما عُرف شعبياً وفى وسائل الإعلام بسؤال “من أطلق الرصاصة الأولى؟”.
وتقول القوات المسلحة إن قوات الدعم السريع حاولت القيام بانقلاب للاستيلاء على السلطة، فيما تقول الأخيرة إن مجموعات النظام القديم وفلول المؤتمر الوطنى، الذى أطاحت به الثورة السودانية، هم من أشعلوا الحرب بالاعتداء عليها فى المدينة الرياضية بالخرطوم.
كما نفى البرهان ارتهان الجيش السودانى لأى كيان سياسى، قائلاً: إنه ملتزم بعملية التحول الديمقراطى وحق الشعب السودانى فى اختيار من يحكمه، مؤكداً التزام الحكومة بالبحث عن السلام مع كل المجموعات التى ما زالت تحمل السلاح، مع الالتزام بإكمال اتفاق سلام جوبا الموقع فى 2020م.
وقال رئيس السيادى إن حكومته سعت منذ بداية الحرب إلى سبل وقفها وإنهائها، مشيراً إلى أنهم يحدوهم الأمل فى إيقاف الحرب “بما يضمن كرامة الشعب وسيادة الدولة وعدم العودة مرة أخرى للحرب”، مع وجوب المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
وزاد بالقول: “إننا فى حكومة السودان مستعدون للانخراط فى أى مبادرة تنهى هذه الحرب، متى ما كانت هذه المبادرة تدعم الملكية الوطنية للحل وتنهى احتلال المليشيا المتمردة للمناطق المختلفة، بما يضمن كرامة الشعب وسيادة الدولة على أراضيها كخطوة أولى ضرورية لاستعادة المسار الديمقراطى”.
ولكنه عاد وجدد رفض الحكومة السودانية مشاركة أى دولة أو منظمة دعمت الحرب، سواء بالإمداد بالسلاح أو تسهيل عبوره أو تقديم الدعم السياسى أو أى نوع من أنواع الدعم.
ووضع عبد الفتاح البرهان أمام الأمم المتحدة خارطة طريق لإنهاء الحرب تتكون من قسمين: أن تنتهى العمليات القتالية أولاً، وذلك بانسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التى تسيطر عليها، وتجميع منسوبيها فى مناطق محددة بعد تجريدهم من السلاح. يعقب ذلك عملية سياسية تعيد مسار الانتقال السياسى الديمقراطى ووضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب والانقلابات العسكرية.
موقف حكومة السودان “الثابت” تجاه القضية الفلسطينية
وفى ختام حديثه أمام الأمم المتحدة، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالى موقف حكومة السودان “الثابت” تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته المستقلة، والإنهاء الفورى للعدوان على غزة، وأوصى بقبول عضوية فلسطين الكاملة فى الأمم المتحدة.
وتزامن خطاب البرهان مع تصاعد العمليات العسكرية فى العاصمة الخرطوم، التى شهدت اليوم أعنف الاشتباكات منذ شهور. الجيش السوداني شنّ هجوماً من عدة محاور لاستعادة السيطرة على المناطق التى تتواجد بها قوات الدعم السريع، فى محاولة لاستعادة زمام المبادرة العسكرية.
الحرب التى اندلعت منذ أكثر من عام، دمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية للعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، وتسببت فى واحدة من أكبر أزمات النزوح فى العالم اليوم. فضلاً عن الكوارث الطبيعية التى ضربت البلاد، مما فاقم من المعاناة الإنسانية لسكان السودان.
لقاءات مع الرؤساء والقادة
و قد التقى البرهان، ايضاً على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك ، كلاً من الرئيس التركى رجب طيب اردوغان، والإيرانى مسعود بزشكيان ورئيس أفريقيا الوسطى فوستين تواديرا وولى عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وركزت المحادثات التى أجراها البرهان على شرح الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية فى السودان والعلاقات الثنائية، حسب إعلام مجلس السيادة الانتقالى.