الصراط المستقيم

الثبات على دين الله


كتب –وليد على

 

لا شك ان الثبات على دين الله مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم والثبات عليه حتى يلقى الله وهو ثابت على الحق ممسك على دينه لا يفرط ولا يتنازل ولا يبدل اى منه .

وكلا منا يرى وضع المجتمعات الحالية التي يعيش فيها المسلمون،ويرى ما فيها من أنواع الفتن والمغريات التي بنارها يكتوون، وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحى الدين غريباً، فنال المتمسكون به مثلاً عجيباً (القابض على دينه كالقابض على الجمر ) .

واصبح الذى يرفض المنكر وهو لا يستطيع ان ينهى عنه غريب رجعيا ينفر منه جميع من حوله .

ولعل اكثر ما يشغل بال الاباء والامهات الذين لا يزال فى قلوبهم نور الايمان كيف يتمسك بدينه وينجوا بأسرته من هذه الفتن المظلمه .

وأخبرنا الله عزوجل انه هوالذى يثبت انبيائه وعباده  قال الله تعالى ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء ) –  سورة إبراهيم

والثبات على الدين هو ما يشغل المؤمن فى دنياه حتى لا تزل قدمه فى الفتن والشهوات لذلك كان من دعاء المؤمنين كما ذكر القران ان يثبتهم الله .

قال تعالى (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا  ) .

( وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) .

وأخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم ان من أسباب النجاة من الفتن إنكارها وعدم تركها فى القلب حيث قال كما فى حديث حُذَيْفَة بن اليَمَان رضي الله عنهما قال: “كنَّا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قومٌ: نحن سمعناه، فقال: لعلكم تعْنُونَ فِتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة؛ ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموجُ موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القومُ، فقلت: أنا، قال: أنت، لله أبوك! قال حذيفة: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعْرَضُ الفتن على القلوب؛ كالحصير عودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نكتةٌ سوداء، وأيُّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مُرْبَادًّا؛كالكوز مُجَخِّيًا، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هواه))، قال حذيفة: “وحدَّثته أنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا يوشك أن يُكسر، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك، فلو فُتح لعله كان يعاد، قلت: لا، بل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجلٌ يُقتل أو يموت، حديثًا ليس بالأغاليط”؛ أخرجه مسلم .

هذا ما حذر النبى منه منذ اكثر من 1400 سنه إنها الفتن وكيف ان القلب اذا هو لم يعرض عنها سريعا فقد ينغمس فيها وربما لا يعرف طريقا للنجاة منها  ولقد رأيناه فى حياتنا ولكن ما النجاة من الفتن وهل هناك سبيل من الوقايه منها ؟

نعم وهو يسير على من يسره الله عليه وهو التمسك بكتاب الله وسنة المصطفى رسول الله وعدم اتباع اهل الضلال والشهوات وإتباع سلف الامة الصالح وترك البدع وإتباع صحيح الدين والتوجه الى الله بالدعاء ان يثبتنا وابنائنا ونسائنا على الحق وعلى الدين حتى نلقاه .

محرر بكتاب الجمهورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.