السلطات الأمريكية تلاحق سودانيين لعملهما ضمن “أنونيموس سودان

كتبت : د.هيام الإبس
فى قضية تعتبر سابقة من نوعه، وجهت السلطات الأمريكية اتهامات ضد شقيقين سودانيين، بتشغيل “أنونيموس سودان”. وأفادت لائحة اتهام هيئة المحلفين الكبرى أن أحمد صلاح يوسف عمر وأخاه علاء صلاح يوسف عمر يواجهان تهم التآمر وإلحاق الأضرار بأنظمة الحواسيب، ويواجه الأخوان احتمال السجن المؤبد إذا تمت إدانتهما.
وُصفت أنونيموس سودان بأنها من أكثر مجموعات الهجمات السيبرانية تأثيراً فى التاريخ
مجموعة “أنونيموس سودان” أثارت جدلاً كبيراً على الساحة العالمية بسبب طبيعة الهجمات السيبرانية التى نفذتها والتى تعبر عن أيدلوجيا سودانية مقاومة ووطنية، وهاجمت أهدافاً فى كينيا لوقوفها مع الدعم السريع، كما تدعم المجموعة القضية الفلسطينية بشكل علنى، وهاجمت أهدافاً فى دولة الاحتلال الإسرائيلى، أشهرها الهجمات الناجحة التى نفذتها عقب عملية طوفان الأقصى العام الماضى.
وكشفت لائحة اتهام أمريكية عن توجيه اتهامات ضد اثنين من المواطنين السودانيين بتشغيل “أنونيموس السودان” الإلكترونية، وقال مكتب المدعى العام الأمريكى إن المجموعة مسؤولة عن عشرات الآلاف من هجمات تعطيل الخدمة (DDoS) ضد البنية التحتية الحيوية والشبكات الحكومية فى الولايات المتحدة والعالم.
وبحسب مكتب المدعى العام الأمريكى المتهمان أحمد صلاح يوسف عمر 22 عاماً، وعلاء صلاح يوسف عمر 27 عاماً وُجهت لهما تهم بالتآمر لتدمير أجهزة كمبيوتر محمية.
ووُجه لأحمد أيضاً ثلاث تهم إضافية.
ووصفت “واشنطن بوست” مجموعة “أنونيموس سودان” بأنها من أكثر مجموعات الهجمات السيبرانية تأثيراً فى التاريخ، ويُعتقد أنها مسؤولة عن تنفيذ 35 ألف هجوم خلال عام واحد.
وتعتبر مجموعة “أنونيموس سودان” نفسها جزءاً من المقاومة الرقمية، مستغلة قدراتها التقنية لدعم الشعوب المضطهدة، وفقاً لما تعلنه عبر منصاتها، ومن خلال تعطيل نظام الإنذار الإسرائيلى، سعت “أنونيموس سودان” إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين فى مواجهة الاحتلال، ولم تقتصر أعمال المجموعة على فلسطين فقط، بل استهدفت أيضاً مواقع حكومية فى دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة.
واتهمت السلطات الأمريكية الأخوين السودانيين بتشغيل مجموعة “أنونيموس سودان”، التى جمعت 80 ألف مشترك على تطبيق “تليجرام”، وقامت بشل مواقع كبرى مثل “مايكروسوفت”، و”أوبن أيه آي”، و”باى بال” منذ يناير 2023، ويتهمهم المدعى العام الأمريكى بتنفيذ الهجمات بمساعدة ثلاثة أفراد من السودان.
وقال المدعى العام لمنطقة لوس أنجلوس، مارتن إسترادا، إن المجموعة كانت مدفوعة فى معظمها بإيديولوجية قومية سودانية.
وقُبض على الأخوين فى مارس الماضى وهما قيد الاحتجاز منذ ذلك الحين، ولم يُفصح إسترادا عن الدولة التى تحتجزهما أو عن أى تفاصيل تتعلق بإمكانية تسليمهما إلى الولايات المتحدة.
وفى وقت سابق لعملية طوفان الأقصى، اخترقت مجموعة “أنونيموس سودان” مواقع مصارف إسرائيلية ومكتب البريد الإسرائيلى، مما أدى إلى تعطيل بعضها.
واستهدفت المجموعة بنوكاً تتبع للاحتلال، إضافة إلى البريد الإسرائيلى.
وسبق أن استهدفت “أنونيموس سودان” مواقع تعليمية إسرائيلية، منها جامعات ومعاهد كبرى، عبر إغراق الخوادم وتعطيلها. كما نفذت المجموعة هجمات على شركات إسرائيلية متخصصة فى الأمن السيبرانى.
وخلال الحرب السودانية، شنّت مجموعة “أنونيموس السودان” هجمات إلكترونية على مواقع حكومية لدول تعتبرها معادية للدولة السودانية، وخاصة فى كينيا خلال يوليو 2023، وذلك رداً على دعم كينيا لقوات الدعم السريع التى تقاتل الجيش السودانى منذ أبريل 2023، وترتكب انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين فى السودان.