السودان : مسيرات الدعم السريع تستهدف قاعدة وادي سيدنا العسكرية في أم درمان

كتب: د. هيام الإبس
في تطور خطير يشهده المشهد العسكري في السودان، شنت ميليشيا الدعم السريع هجمات بطائرات مسيّرة على مواقع حيوية تابعة للجيش السوداني في مدينة أم درمان، في إطار التصعيد المتواصل بين الجانبين.
وأكدت مصادر محلية وشهود عيان أن طائرات مسيّرة استراتيجية تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت قاعدة وادي سيدنا الجوية ومقر الكلية الحربية بمنطقة جبل سركاب في شمال أم درمان، ما أدى إلى وقوع انفجارات عنيفة سُمع صداها في مناطق متفرقة من المدينة، مع تصاعد ألسنة اللهب من مواقع القصف.
قصف جوي ومدفعي متبادل
لم تكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها ميليشيا الدعم السريع قاعدة وادي سيدنا، فقد سبق أن دمرت طائرة مقاتلة كانت متمركزة داخل القاعدة، واستهدفت مخازن أسلحة حيوية، في سلسلة هجمات متكررة ضمن خطة استراتيجية لضرب مراكز القوة العسكرية التابعة للجيش السوداني.
وفي تطور متزامن، شهد جنوب أم درمان اشتباكات عنيفة، حيث حاولت قوات الدعم السريع اقتحام نقاط ارتكاز تابعة للجيش، إلا أن القوات المسلحة السودانية تصدت للهجوم، وألحقت خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.
كما استهدفت قوات الدعم السريع، صباح الجمعة، مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم، باستخدام المدفعية الثقيلة من مواقعها في جنوب أم درمان، ما أسفر عن تصاعد كثيف لأعمدة الدخان من أحد المباني العسكرية.
ضربات متبادلة في صالحة وسوق ليبيا
وبحسب مصادر عسكرية، أطلقت قوات الدعم السريع قذائف مدفعية من منطقة صالحة، حيث ما تزال تحتفظ بمنصات مدفعية فعالة. في المقابل، ردّت مدفعية الجيش بضربات مركزة استهدفت مواقع تابعة للدعم السريع في غرب أم درمان، لا سيما في صالحة ومحيط سوق ليبيا.
وشهدت منطقة نيفاشا اشتباكات عنيفة بعد أن قصفت مسيرات الدعم السريع مواقع دفاعية للجيش، مما أدى إلى رد مدفعي عنيف ومواجهات برية مباشرة بين الطرفين.
قلق متصاعد ومخاوف من اتساع رقعة الصراع
وتشير تقارير ميدانية إلى استمرار سماع دوي القذائف في مختلف أنحاء أم درمان، ما يعكس حدة التصعيد واتساع رقعة الاشتباكات. وتُبدي الأوساط المحلية والدولية قلقاً متزايداً من استمرار المواجهات، في ظل سعي كل طرف إلى فرض سيطرته العسكرية وتحقيق أهدافه الاستراتيجية على الأرض.
ويؤكد مراقبون أن قدرة الجيش على إحباط هذه الهجمات تشير إلى جهوزيته القتالية العالية، في حين تواصل قوات الدعم السريع استخدام تكتيكات متقدمة، من أبرزها المسيرات والهجمات السريعة لزعزعة السيطرة الميدانية.
وسط هذه الأجواء المشحونة، تبدو الحاجة ملحة لتدخل دولي فاعل، وجهود محلية تهدف إلى تهدئة التوتر وتجنب انزلاق السودان نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.