
كتبت: د. هيام الإبس
تعاني صادرات الماشية السودانية من تراجع مستمر بسبب التدهور الأمني الذي أدى إلى خروج مناطق إنتاج رئيسية من السوق. عمليات النهب التي تنفذها المجموعات المسلحة تسببت في خسائر فادحة، مما انعكس سلبًا على استقرار القطاع. ورغم وصول بعض شحنات الماشية إلى ميناء سواكن على ساحل البحر الأحمر، إلا أن الحرب المستمرة جعلت من الصعب الحفاظ على مستوى الصادرات.
التحديات التي تواجه المصدرين
صرّح الهادي، أحد المهتمين بقطاع صادرات الماشية في بورتسودان، بأن حركة نقل الماشية تراجعت بشكل ملحوظ بسبب الأوضاع الأمنية، خاصة من إقليم دارفور وكردفان. وأوضح أن فرض الجبايات العشوائية على الشاحنات، بالإضافة إلى المخاطر التي يواجهها السائقون، ساهم في هذا الانخفاض. وأضاف أن الصادرات السودانية يمكن أن تحقق مليار دولار سنويًا إذا توفرت بيئة آمنة ومناسبة، مما يساعد في تحسين الميزان التجاري للدولة.
تأثير الحرب على الإنتاج والتطعيمات
تسبب الصراع في تعطيل برامج التطعيم، مما أدى إلى انتشار الأمراض بين القطعان. كما تعرضت عشرات الآلاف من رؤوس الماشية للنهب، خاصة في ولايات الجزيرة، النيل الأبيض، وشمال كردفان. وصول شحنات ماشية إلى ميناء سواكن من مناطق الإنتاج في الغرب أو وسط السودان يُعد إنجازًا كبيرًا بالنظر إلى العوائق التي تواجه المصدرين، من انتشار الحواجز العسكرية إلى ارتفاع تكاليف النقل.
الأسواق الخارجية وعيد الأضحى
مع اقتراب عيد الأضحى، فتحت بعض الدول طلبات لاستيراد مئات الآلاف من رؤوس الماشية، لا سيما الضأن. إلا أن استمرار الحرب يُضعف قدرة السودان على تلبية هذه الطلبات، مما يفقده حصته في السوق الإقليمي.
مشاكل إدارية وارتفاع التكاليف
يرى بعض المصدرين أن وزارة الثروة الحيوانية تحولت إلى مركز سياسي بدلاً من التركيز على تطوير الصادرات، إذ يفتقر القطاع إلى خطط واضحة لتحسين المراعي وتوفير التطعيمات في مناطق الإنتاج. كما أن ارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف، إلى جانب الضرائب المتزايدة، جعل من تجارة الماشية استثمارًا غير مشجع.
ضرورة استعادة القطاع وتحقيق الاستقرار
أكد عبد الرحمن إسماعيل، وهو تاجر مواشي، أن تجارة المواشي تأثرت بالنزاعات المسلحة، خصوصًا في مناطق الإنتاج الشهيرة مثل الجزيرة والبطانة. وأشار إلى أهمية استعادة النشاط في المناطق التي استعادت القوات المسلحة السيطرة عليها، مثل الجزيرة وسنار وشمال كردفان والنيل الأبيض، استعدادًا للأشهر القادمة.