الصحبة الصالحة.
بقلم. ا. د /نادية حجازي
توحيد الأمة الإسلامية و تحقيق آمالها العريضة و آداء دورها في هدايه العالم يتطلب العمل اللافردي فمهما كانت نية أصحاب العمل الفردي و إخلاصهم لا يمكن أن يحققوا أهداف الإسلام الكبيرة و البعيدة..القوة المعادية للإسلام تعمل في تكتلات فلا يجوز مقابلتها بأعمال فردية و من هنا كان لابد من تواجد الفرد المسلم مع صحبة صالحة و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله و ذكر منهم رجلان تحابا في الله …” كما يقول صلي الله عليه وسلم “إن الله تعالي يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي. و يقول الرسول “إنَّ مـن عِبـادِ اللهِ عِبـادًا يَغبـِطُهمُ الأنبـياءُ والشُّـهداءُ : قيل : مَن هُمْ يا رسولَ اللهِ ؟ لَعلَّنَـا نُحبُّـهُمْ . قــال : هـم قَـومٌ تَحـابُّوا في اللهِ من غَيـرِ أَمـوالٍ ولا أَنسـابٍ ، وجُوهُـهمْ نُـورٌ علَى مَنـابِرَ مـن نُـورٍ … لا يَخـافُـونَ إذا خـافَ النَّـاسُ ، ولا يَحـزَنونَ إذا حَـزِنَ النَّـاسُ ”
السير المنفرد خطورته عدة أسباب منها:
1 ـ أن في طبيعة النـفس البـشرية عدم الثـبات علي حال ففيها قوة و ضعـف و إقبـال و إدبـار و في حالات الضعف يخشي علي الفرد التراجع للخلف إذا كان يسير بمفـرده أما في حـالة وجوده وسـط صحبة صالحة فسيثبتوه علي الطريق .
2ـ أن صاحبه قد يصـبح فريسـة سهلة لإبليس فالعبـد كلما أقتـرب من مولاه ازداد حرب إبليـس و هجماته عليه .
3ـ أن أعـباء الحياة كثيرة والذي يسير بمفرده قد يجد صعوبة في أعمـال الخـير ولذا فالأفضل أن يكون معه من يشجعة ليؤدي كل ما عليه في توازن .
4 ـ إن الإنسان لا يعرف طبيعة نفسه إلا بالإحتكاك بالآخرين أي لا يمكن أن يتم البناء النفسي و الأخلاقي السليم إلا داخل صحبة يتمكن فيها من ملاحظة إسلوبه و يصلح مافيه من نقاط ضعف و من أحاديـث الرسول التـي تـشجع علي عدم السـير المنفرد ” المؤمن ألف مألوف ولا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف..” و”لأن تخالط الناس و تصبر علي أذاهم خير من ألا تخالطهم و لا تصبر علي أذاهم ” صدق رسـول الله .