الصومال : اندلاع معركة شرسة على مشارف مقديشو وسط انهيار أمني
مقتل 40 عنصراً من تنظيم "داعش" في عملية نوعية بولاية بونتلاند

كتبت: د. هيام الإبس
تعيش العاصمة الصومالية مقديشو حالة من الفوضى والرعب، إثر معركة شرسة اندلعت على مشارف المدينة بعد هجوم واسع النطاق نفذته حركة الشباب الإرهابية، تمكن خلاله المسلحون من اختراق الخطوط الدفاعية الجنوبية والشرقية للعاصمة، وسط انهيار أمني شبه تام وغياب واضح للقيادة السياسية والعسكرية.
ووفق مصادر أمنية ميدانية، تمكن المسلحون من التسلل عبر بوابات المدينة، مما اضطر القوات الحكومية والوحدات الأمنية إلى خوض معركة يائسة للسيطرة على المداخل الرئيسية، وسط انتشار مكثف للآليات، وإغلاق كامل لمداخل المدينة.
اشتباكات عنيفة وإغلاق العاصمة
أعلنت السلطات حالة التأهب القصوى، ووجّهت أوامر بتعزيز نقاط التفتيش الأمنية في أنحاء مقديشو، خاصة حول تقاطع كاوكا والمطار الدولي، حيث باتت أصوات الانفجارات والاشتباكات تُسمع بشكل واضح في الأحياء المجاورة.
غياب القيادة يثير الغضب
في ظل هذا التصعيد الخطير، تزايدت الانتقادات الحادة لغياب القيادة السياسية والعسكرية. وذكرت مصادر من داخل “فيلا الصومال” – مقر الرئاسة – أن الرئيس حسن شيخ محمود ووزير الدفاع كانا في اجتماع يناقش الانتخابات المقبلة، بينما تتعرض العاصمة لهجوم هو الأخطر منذ سنوات.
هذا الغياب أثار موجة غضب وسط القوات والمواطنين، الذين اعتبروا أن الحكومة تخلت عن مسؤولياتها، وركزت على أجندات سياسية ضيقة.
حركة الشباب تتقدم والمواقع الحكومية تتهاوى
أكدت تقارير ميدانية أن مقاتلي حركة الشباب سيطروا على عدد من المواقع العسكرية خارج مقديشو، ويتقدمون بسرعة نحو قلب العاصمة، وسط انهيارات متتالية في الدفاعات الحكومية، وغياب الدعم الجوي أو خطط الإسناد.
وقال أحد الضباط عبر اللاسلكي: “لا توجد قيادة، لا أوامر… نقاتل وحدنا.”
داعش يتلقى ضربة موجعة في بونتلاند
وفي تطور ميداني لافت، أعلنت قوات دراويش بونتلاند مقتل 40 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي خلال عملية نوعية استمرت أكثر من 24 ساعة في وادي «ميرالي» بجبل «علمسكاد» بمحافظة باري شمال شرقي البلاد، ضمن حملة أمنية واسعة تُعرف باسم “هيلاع”.
تفاصيل العملية النوعية
قاد نخبة من الضباط الهجوم الميداني في تضاريس جبلية وعرة، وتمكنت القوات من السيطرة على مواقع استراتيجية، بينها مخازن أسلحة ومعسكرات قيادة ميدانية تابعة للتنظيم.
وأحبطت القوات الأمنية محاولة هجوم مضاد شنها داعش على قاعدة تابعة لبونتلاند، دون تسجيل خسائر في صفوف القوات الحكومية.
نهاية “أسطورة علمسكاد”
صباح الجمعة، نفذت قوات الأمن هجوماً منسقًا على منطقة “تُغة ميرالي” – أحد أبرز معاقل داعش في جبال علمسكاد – حيث سيطرت على كميات كبيرة من الأسلحة والمقرات المحصنة، ما شكل نهاية فعلية لمعاقل التنظيم في تلك المنطقة.
وأكدت المصادر أن المرحلة الثالثة من العملية حسمت المعركة، ودمرت البنية القتالية للتنظيم، ما أجبر من تبقى من عناصره على الفرار إلى خنادق جبلية معزولة.
من هو تنظيم داعش-الصومال؟
تنظيم داعش-الصومال تأسس عام 2015 بعد انشقاق عن حركة الشباب، وتمركز بشكل أساسي في المناطق الشمالية الشرقية، مثل جبال جوليس وعلمسكاد، مستفيداً من وعورة التضاريس ونقاط ضعف الحكومة المركزية.
وعلى الرغم من عدده المحدود مقارنة بحركة الشباب، فقد نفذ هجمات نوعية مستغلاً تفكك الأجهزة الأمنية، لكنه تعرض خلال السنوات الأخيرة لسلسلة ضربات قلّصت من نفوذه بشدة.
قوات دراويش بونتلاند.. رأس الحربة
تعد قوات دراويش بونتلاند القوة الخاصة الأبرز في مواجهة الإرهاب، وهي وحدة مدربة على القتال في البيئات الجبلية، وتستخدم تكتيكات الكر والفر، وتتمتع بخبرة واسعة في العمليات الاستخباراتية.
وقد أطلقت اسم “الدراويش” تكريماً لحركة المقاومة التاريخية التي واجهت الاستعمار البريطاني بقيادة محمد عبد الله حسن.
بونتلاند ترسم خارطة جديدة للاستقرار
من المتوقع أن يُلقي رئيس ولاية بونتلاند، سعيد عبد الله دني، خطابًا رسميًا خلال الساعات المقبلة يستعرض فيه تفاصيل العملية العسكرية، ويُعلن عن خطة أمنية لتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة، خاصة في محافظة باري وسلسلة جبال علمسكاد.