أراء وقراءات

الطيبون يرحلون في الأيام الطيبة

بقلم / الدكتور شعبان عبد الظاهر 

لقد امتنَّ الله علينا بقبسٍ من نورِ هدايتِه، وكلأنا بنظرةٍ من عينِ ولايتِه، وحبانا بفيضٍ من سابغِ رحمتِه، فجعل لنا من عباده الصَّالحين مناراتٍ يهتدي بها السعاةُ طلبًا للخيرِ العميمِ، ومن أوليائِه المتَّقين مصابيحَ يستضئُ بها السُّراةُ في اللَّيلِ البهيمِ، ومن أحبارِه العاملين مُثلاً يتأسَّى المتعلمون بجميلِ ذكرِهم في معتركِ الحياةِ، ومن أنصارِه المخلصين سكينةَ تطمئنُّ النفوسُ لشذا عطرِهم في كل نادٍ، ومن أصفيائه المقربين رحمةً يستوكفُها المخبتون إلى ربِهم في ربوعِ البلادِ.

فما أحسب زمانًا يخلو منهم، أو تتسقُ الحياةُ بدونِهم، أو تُتداركُ النفحاتُ بعدهم، وعند ذكرِ الصالحين تتنزلُ الرحماتُ، وحقيق عليَّ أن لا أقولَ على اللهِ إلا الحقَّ، أنَّ من بين أولئكَ العِبادِ المُكرمين، والأولياءِ الصالحين، الذين تقشعرُّ لذكرِهم جلودُ الذين يخشون ربَّهم، فتسري في نفوسِهم نفحةٌ من نفحاتِ فلاحِه، وتجري على خدودهم دمعةٌ من دموعِ نُواحه، معالي السيدِ الجليلِ والعالمِ الرباني الأصيلِ، الأستاذُ الدكتور/ رمضان علي السيد الشرنباصي رحمه الله تعالى، مفخرةُ الإسلامِ، وجوهرةُ العالمِ العربي، ذلكم الرجلُ الوقورُ، والبطلُ الهصورُ، الذي يصدقُ فيه بحقٍ وصفُ الحبيبِ المصطفى خيركم من ذكركم اللهَ رؤيتُه، وزاد في عملِكم منطقُه، وذكركم في الآخرةِ عملُه.

وحقًّا لقد رحلتم وقلوبنا تبكيكم،  فرحمة الله عليك أستاذي وشيخي ومعلمي وجزاكم الله عن عطاءكم الفياض ونصائحكم العاطرة عنا كل خير وإلى روضات الخلد ننعاك وفي دعاءنا لا ننساك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.