شئون عربيةفلسطين

العاملون في شبكة “سي ان ان” يفضحون إنحياز الشبكة لإسرائيل في التغطيات الإخبارية

عاملون بالشبكة : تعليمات إدارية بمنع نشر بيانات حماس وبث خاص للجمهور الأمريكي مؤيد لاسرائيل 

كتب – محمد السيد راشد

رفع العاملون في شبكة ” سي ان ان “الإخبارية الأمريكية  مذكرة لإدارة الشبكة يحذرون من ازدواجية المعايير ويهددون بترك العمل .

وقال موظفو “سي أن أن” إن المذكرة عزّزت إطاراً لتقارير استخدمت طوفان الأقصى لتبرير التصرفات الإسرائيلية ضمنياً، وأن السياق أو التاريخ الآخر غالباً ما يكون غير مرحب به، أو مهمّشاً.

وذكر أحد الموظفين أن “كل عمل تقوم به إسرائيل، من إسقاط صواريخ ضخمة تمحو شوارع بأكملها، إلى تدمير عائلات بأكملها، ينتهي به الأمر إلى التلاعب بالتغطية لخلق قصة مفادها أنه مبرّر”.

كواليس إدارة تغطية “سي أن أن” للعدوان

يدير التغطية من مقر شبكة “سي أن أن” في أتلانتا “الثالوث” المكون من الأقسام الآتية: قسم المعايير والممارسات الإخبارية، والقسم القانوني، وقسم التحقق.

وأصدر المدير الأول للمعايير والممارسات الإخبارية، ديفيد ليندسي، توجيهاً في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، يحظر فعلياً نشر معظم بيانات حركة حماس، واصفاً إياها بأنها “خطابات تحريضية ودعاية”. وكتب: “يجب أن نكون حريصين على عدم منحها منصة”.

وقال ليندسي إنه إذا اعتُبر البيان مهماً من الناحية التحريرية “فيمكننا استخدامه إذا كان مصحوباً بسياق أكبر، ويفضل أن يكون كتابة رقمية. دعونا نتجنب تشغيله كمقطع صوتي أو اقتباس مستقل”.

وفي المقابل، أشار أحد موظفي “سي أن أن” إلى أن الشبكة بثّت بشكل متكرر خطاباً تحريضياً ودعاية من المسؤولين الإسرائيليين والمؤيدين الأميركيين، وغالباً ما كان ذلك من دون رد في المقابلات.

فروق في التغطية داخل “سي أن أن” نفسها

لا يرى الأميركيون والجمهور العالمي نفس التغطية حول الأحداث في قطاع غزة. يقدّم مراسلو “سي أن أن” تقارير شاملة، غالباً ما تُسُلّط الضوء عليها على قناة “سي أن أن إنترناشيونال”، التي تُشاهَد خارج الولايات المتحدة.

لكن على “سي أن أن” المتاحة في الولايات المتحدة، فإن هذه التقارير مهمّشة بسبب ساعات من المقابلات مع المسؤولين الإسرائيليين ومؤيدي العدوان على قطاع غزة، الذين مُنحوا الحرية في عرض آرائهم، وغالباً ما يكون ذلك من دون تقديم الرأي الآخر.

ليس هذا فقط، أحياناً يقدّم مذيعو البرامج في النسخة الأميركية من الشبكة آراءهم وتصريحاتهم الداعمة لإسرائيل. وفي الوقت نفسه، كانت الأصوات ووجهات النظر الفلسطينية مسموعة بشكل أقل بكثير وتم الرد عليها بشكل أكثر صرامة، مع تحجيمها والتشكيك فيها.

وخلُص موظف إلى أن المعايير مزدوجة بشكل صارخ، إذ “لا بأس بالنسبة لنا أن نكون مندمجين مع الجيش الإسرائيلي، وننتج تقارير يراقبها الجيش، لكن لا يمكننا التحدث مع الحركة التي فازت بأغلبية الأصوات في غزة [حماس] سواء أحببنا ذلك أم لا”، مذكراً بأن “مشاهدي سي أن أن مُنعوا من الاستماع إلى طرف رئيسي في هذه القصة”.

وأضاف: “ليس من الصحافة أن نقول إننا لن نتحدث إلى شخص ما لأننا لا نحب ما يفعله”، مذكراً بأن الشبكة تحدّثت مع كثير من “أعداء أميركا” على مر السنين: “لقد أجرينا مقابلة مع معمر القذافي. وأجرينا مقابلة مع أسامة بن لادن”، متسائلاً: “ما هو المختلف هذه المرة؟”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.