البحث العلمى

العناد عند الأطفال .. الأنواع والأسباب والعلاج

بقلم :  الدكتور أيمن فرج البرديني

سلوك العناد والتمرد عند الطفل هو جزء طبيعي من كونه طفلاً، وهو سلوك مألوف في المراحل الأولى من الطفولة، ويعد من مستلزماتها الأساسية، فليس هناك طفلاً في مرحلة ما قبل المدرسة لم يمر على الأقل بنوبة عناد وغضب، أما معظم المراهقين فهم مجبولون بشدة على التمرد، ذلك لأنهم يعتبرونه وسيلة لإثبات الذات وبنائها وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواء كانوا من الأهل أو من غير الأهل، وعدم وجودها أو برودها يعتبر مؤشراً خطراً على قصور في نمو الجوانب العقلية والنفسية في حياة الطفل.

ويبقى العناد مقبولاً مادام في حدوده المعقولة ولم يتجاوز نطاق السلوك العادي، أما استمرار هذه الظاهرة وارتفاعها بشكل قوي وسلبي، خاصة إذا تعدت السن المحدد لها علمياً، فإنها تصبح مرضية، وقد تؤدي بالطفل إلى اضطرابات انفعالية ونفسية تسيء إلى علاقة الطفل بالآخرين، فيسوء تكيفه الاجتماعي، ويصبح غير متعاون وعدواني، بحيث يتداخل سلوك العناد مع قدرته على التعلم والنمو والتعايش مع الناس والتأقلم مع مجتمعه، وهذا ما يسمى اضطراب التحدي والمعارضة (ODD) ويحدث في حوالي ١٠٪ من الأطفال.

ويعرف آباء الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب أن السلوك المرتبط بهذه الحالة هو أكثر من مجرد عناد وتمرد عند الطفل، حيث ينشغل بشدة الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب بتحدي وإزعاج نماذج السلطة في حياتهم، ومن عادتهم المؤسفة إلقاء اللوم على الآخرين لأخطائهم الخاصة أو لسلوكهم السيئ، وهذه الصفات يمكن أن تتسبب في الكثير من المشكلات في علاقات الطفل مع والديه ومعلميه وغيرهم من مقدمي الرعاية، وكثيرا ما يعاني الأطفال أصحاب هذا الاضطراب من نقص الانتباه وضعف اجتماعي وأكاديمي شديد مقارنة بأقرانهم، وفي الواقع إن درجة الضعف الاجتماعي عند هؤلاء الأطفال عادة ما تكون أكبر من تلك التي تكون موجودة عند من يعانون من الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق المتعدد، وفي هذه الحالة تستدعي المسألة علاجاً نفسياً يقوم بالبحث عن الأسباب الجوهرية لهذا الاضطراب.

سن ظهور العناد أو التمرد:

تحدد الدراسات العلمية سن ظهور العناد أو المقاومة بالسنة الثانية والنصف وتمتد حتى السن الخامسة وتكون الذروة بين السن الثالثة والرابعة، وهي مرحلة العناد الأولى، حيث يشعر الطفل في هذه المرحلة بتفتح قدراته الجسمية والعقلية، فقد أصبح قادراً على المشي والتنقل وقادراً على الاختبار والاستقصاء، وبدأ يحسن التكلم والتعبير، وأصبح يفهم الشيء الكثير عن محيطه وبيئته، ويعقد صلات الصداقة مع أقرانه وهو يريد أن يثبت وجوده، وأن يثبت إقدامه، بل وأكثر من ذلك يريد أن يكون محط أنظار الجميع، وباختصار يريد أن يتصرف كأي شخص آخر لـه اعتبار، واحترامه وشخصيته المستقلة.

وهذا يعني أن سلبية الطفل أو عناده دليل نمو شخصيته وازديادها قوة ومنعة، لا دليل شذوذه وانحرافه، فهي دليل صحة لا دليل مرض، ولكن بشرط أن تكون في إطارها المعقول، فخلو هذه المرحلة من مراحل نمو الطفل من سلوك العناد قد يؤدي إلى ضعف الإرادة والخضوع والخنوع في المراحل التالية من العمر.

حيث يعتبر العناد في هذه الحالة طبيعياً، لذا يتخلص منه الطفل تدريجياً ويزول بصورة طبيعية، وذلك على الرغم من تتطور أشكاله وأنماطه من مرحلة إلى أخرى، بشرط أن يحسن الوالدان التعامل مع طفلهم، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته إلى العطف والحنان، وعند التصرف السيئ في علاج هذه الظاهرة تظهر مشاكل عديدة في حياة الطفل تؤثر في الحال وفي المستقبل، كما أنه يحول هذا العناد الطبيعي إلى عناد سيئ مفرط، وقد تطور فترة بقائه إلى سنوات عديدة تظهر كمشاكل دراسية يعاني منها المدرسون في المدرسة والآباء في المنزل.

ويشير بعض علماء التربية إلى أن مرحلة ما قبل دخول المدرسة هي المرآة التي تعكس شخصية الطفل المستقبلية، والخطوط العريضة لهذه الشخصية، التي تنمو وتتطور في المستقبل ضمن هذا الإطار العام، وفي هذه المرحلة تبدأ مظاهر الخلاف مع الوالدين بالظهور بشكل واضح، من أجل ذلك ينبغي الاهتمام في هذه المرحلة بمسألة التعاون بين البيت ودور الحضانة لترويض الطفل وامتصاص مظاهر العناد.

التعريف بمشكلة العناد:

يواجه الآباء والمربين مشكلة عناد الأطفال في مرحلة نموهم المبكرة ولاسيما بين السنة الثانية والرابعة، حيث يهتم الطفل في رياض الأطفال ودور الحضانة، بنفسه فهو لا يهتم بأقوال الآخرين وأفعالهم إلا إذا كانت مرتبطة بذاته، ويهتم الطفل بمحاكاة الكبار واللعب، وتزداد حركته، وتعتبر هذه الفترة نمو القدرات المختلفة الجسمية والحسية والعقلية إذ تنمو شخصية الطفل واهتماماته بالعالم الخارجي، ونمو الأنا لديه والوعي والرغبة في الاعتماد على الذات.

وتظهر في هذه الفترة أولى مراحل العناد، إذ يصبح غير مطيع، ولاسيما إذا عانى من الاحباطات الدائمة، ويصبح أكثر تمرداً وعناداً للدفاع عن نفسه، والوصول إلى شخصية متوافقة فكرياً مع البيئة التي ينتمي إليها، فعناد الطفل عبارة عن ردود الفعل التي يقوم بها تجاه موقف اجتماعي للحفاظ على شخصيته من الواقع المؤلم.

فالطفل الصغير يحل مشاكله بالانفجارات المزاجية والبكاء وذلك لعجزه عن حلها عملياً بنفسه، وهو بانفجاره هذا يستجدي معونة شخص آخر أكفاً منه ليعينه في تصحيح الموقف الذي يعاني منه، وعندما يتقدم الطفل من عهد الرضاعة إلى دور الطفولة الأولى فالأسرة تتوقع منه أن يكون أقدر، وأكثر كفاءة على مواجهة المواقف الصعبة التي يتعرض لها كل يوم، فلا يحتاج إلى مساعدة الغير لحل مشاكله البسيطة نسبياً إلا بقدر ضئيل للغاية، ولكن الواقع خلاف ذلك خصوصاً في مجتمعنا الذي أصبحت مطالب الحياة فيه معقدة ومتشابكة، إذ يعجز الطفل الصغير عن حل مشاكله بما اكتسب من تدريب وتعليم، ولذا نجده سريع التأثير، عصبي المزاج، كلما وجد نفسه عاجزاً عن تحقيق مطلب من مطالبه، فيقابل هذا العجز بالانفجار بالبكاء والغضب والعناد أحياناً.

وهكذا فأن التمرد والعناد سلوك يظهر عند الطفل على شكل مقاومة علنية أو مستترة لما يطلب منه من قبل الآخرين من دون عذر منطقي، وذلك نتيجة شعوره بالقسوة والتسلط وما يؤدي إليه من عجز عن القيام برد فعل تجاه ذلك، فالطفل في هذه المرحلة من العمر يصعب عليه تعلم عمل الأشياء في الوقت المحدد الذي يجب أن تؤدى فيه ويتبرم الكثير من الآباء من سلوك عدم الطاعة الذي يظهر عند الطفل، ويتساءلون عن كيفية تعليم الطفل أن يفعل ما يطلب منه في الوقت المحدد، فمن المعروف أن بعض الأطفال يطيعون تعليمات الآباء خلال السنتين الأوليين، ولكن البعض الآخر لا يفعل ذلك ويتمرد، حيث يرى الطفل في الكبار التسلط والقسوة والقهر وهذا الشعور يتولد من خلال شعوره بضعفه وعجزه عن القيام بما يتمنى من القيام به.

أنواع العناد:

يتضح من خلال ما بيناه أن هناك أنواعاً للعناد، ويمكننا أن نقسمه تقسيماً نسبياً إلى ثلاثة أنواع هي :

١- العناد الطبيعي:

وهذا النوع لا يعد خطراً بل يعتبر ضرورياً للطفل، وعلى الأبوين أن يجيدا طريقة التعامل مع الطفل في هذه الحالة، فالصراخ في وجه الطفل وضربه وزجره ليس هو الحل الأمثل للتعامل مع هذه الحالة، بل إيجاد الحل البديل الصحيح مع التعزيز لذلك الحل
ونقصد بالتعزيز أن نشجع الطفل بطريقة أو أخرى على التزام الحالة الصحيحة التي نريدها لـه، فعلي الآباء أن يعلموا أطفالهم بعض كلمات التعزيز التي تدخل الفرحة والسرور في قلوبهم لقاء أعمالهم الجيدة، وهناك طرق كثيرة يمكن أن يبتكرها الآباء أو يتعلموها أو يسألوا عنها للتعامل مع ظاهرة العناد لدى الطفل.

٢- العناد المشكل:

ينشأ هذا النوع مع عدم وجود البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي، حيث يتطور العناد الطبيعي إلى عناد مشكل فتطول فترته ويترك آثاراً سيئة يعاني منها الأهل والمدرسون، وقد تطبع حياته بطابع العناد المستمر وعدم المبالاة والاستهتار والانصراف عن التعلم، والأخطر من هذا قد يصاب بعدم التواؤم النفسي مع حياته الاجتماعية فيضطرب، وقد تسلمه حالته هذه إلى أنواع من الأمراض النفسية والعقلية والاجتماعية وقد تورثه آفة العنف، وفي حالة العناد المشكل ينبغي للوالدين أن يستعينا بأولي الخبرة للتغلب على مشكلة ولدهم وننصحهم بأن لا يلجأوا إلى الضرب إلا في حالات محدودة جداً.

٣- العناد المرضي (اضطراب التحدي والمعارضة  ODD) :

سرد الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية  (DSM-5)، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، معايير تشخيص اضطراب التحدي والمعارضة، حيث يستخدم مقدمو الخدمات الصحية العقلية هذا الدليل لتشخيص الأمراض العقلية، وتوضح معايير تشخيص اضطراب التحدي والمعارضة، نمط السلوك الذي يشمل أربعة أعراض على الأقل من أي من هذه الفئات : الغضب والمزاج العصبي، أو السلوك الجدالي والمتحدي، أو الرغبة في الانتقام.

  • يحدث مع شخص واحد على الأقل من غير الأقارب.
  • يسبب مشاكل كبيرة في العمل أو المدرسة أو المنزل.
  • يحدث من تلقاء نفسه، بدلاً من أن يكون جزءً من مسار مشكلة صحية عقلية أخرى، مثل اضطراب إساءة استخدام العقاقير أو الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب.
  • يستمر ستة أشهر على الأقل

تشمل معايير تشخيص اضطراب التحدي والمعارضة ، الواردة في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، كلاً من الأعراض النفسية والسلوكية.

الغضب والمزاج العصبي :

  • غالباً ما يفقد أعصابه.
  • غالباً ما يكون سريع الغضب أو يسهل إزعاجه بواسطة الآخرين.
  • غالباً ما يكون غاضباً ومستاءً

السلوك الجدالي والمتحدي :

  • غالباً ما يجادل مع الكبار أو من هم مسئولون عنه.
  • غالباً ما يتحدى أو يرفض بشدة الامتثال لطلبات أو قواعد الكبار.
  • غالباً ما يزعج الآخرين متعمداً.
  • غالباً ما يلوم الآخرين على خطئه أو سوء سلوكه.

الرغبة في الانتقام :

  • غالباً ما يكون حاقداً أو ناقماً
  • أظهر سلوكاً حاقداً أو ناقماً مرتين على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية.

يجب أن تبدو هذه السلوكيات على طفلك أكثر مما هو طبيعي بالنسبة لأقرانه، وبالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، يجب أن يظهر عليهم هذا السلوك معظم أيام الأسبوع لمدة ستة أشهر على الأقل، أما الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أكثر، فيجب أن يظهر عليهم هذا السلوك مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة ستة أشهر على الأقل، ويمكن أن يختلف اضطراب التحدي والمعارضة في شدته :

خفيف : لا تحدث الأعراض إلا في مكان واحد فقط، مثلاً، في المنزل أو المدرسة أو العمل أو مع أقرانه.

متوسط : تحدث بعض الأعراض في مكانين على الأقل.

حاد : تحدث بعض الأعراض في ثلاثة أماكن أو أكثر.

بالنسبة لبعض الأطفال، قد يتم ملاحظة الأعراض أولاً في المنزل فقط، ولكن بمرور الوقت تمتد لأماكن أخرى، مثل المدرسة ومع الأصدقاء.

أسباب اضطراب التحدي والمعارضة (ODD) :

ليس هناك سبب واضح معروف لاضطراب التحدي والمعارضة، وقد تكون الأسباب المساهمة في ظهوره مزيجاً من العوامل الموروثة والبيئية، وتشمل :

الوراثيات :

هو التصرف الطبيعي للطفل أو حالته المزاجية والاختلافات العصبية الحيوية المحتملة بالطريقة التي يعمل بها المخ والأعصاب.

البيئة :

مشكلات الأبوة والأمومة التي قد تتضمن عدم وجود رقابة أو وجود نظام تأديب متقلب أو قاسٍ أو سوء المعاملة أو الإهمال مثل :

١- القسوة أو المرونة والتذبذب في المعاملة:

إن القسوة المفرطة من قبل الوالدين في معاملة الطفل، وإجباره إتباع نظام معين في الطعام والنوم، والتقييد المستمر لسلوكه، قد تؤدي إلى تمرد الطفل وعصيانه في أي موقف في تعامله مع الآخرين، كما أن الإفراط في المحبة والحنان، والتساهل الزائد، وتلبية جميع رغباته المشروعة وغير المشروعة، قد تجعله يتصور والديه خادمين له، فإذا ما واجه بعض القيود والموانع فإنه يسعى جاهداً لمجابهتها وتحقيق رغباته بأية وسيلة، حتى وإن كانت بالعناد، كذلك فإن التذبذب في معاملة الطفل، أو أن تكون الأم في صف الطفل تجيب رغباته والأب على النقيض، وكذا إهمال الوالدين للطفل، أو تفضيلهما أحد الأبناء دون الآخرين كلها قد تدفع بالطفل المنبوذ أو المهمل إلى العناد والعصيان لأوامر الوالدين.

٢- الشعور بعدم الأمان:

يعاني الطفل من اضطرابات نفسية عندما لا يشعر بالأمن والحب والحنان في محيطه الأسري، بسبب الخلافات بين الأبوين أو وفاة أحدهما أو انفصاله، مما يجعله يسلك سلوك الرفض والعناد، والذي يظهر على شكل رفض للسلطة ورفض النوم ورفض لطاعة الوالدين.

٣– الاحتياجات الملحة:

إن الاحتياجات الشديدة تدفع بالطفل إلى العناد، فالطفل الذي يعاني من التعب الشديد يشعر بحاجة ملحة للراحة، وتحمل الآلام الشديدة يستلزم الهدوء والسكينة، وفي مثل هذه الأوضاع، يعبر الطفل وخاصة الصغير عن حاجاته بمثل هذه الطريقة، وهي العناد، بالإضافة إلى ذلك، يبرز عناد الطفل أحياناً من الاستعجال وفقدان الصبر، فالطفل عجول وليس له من الصبر ما لدى الآخرين إلى أن يحقق هدفه، فحينما يكون الطفل جائعاً ولا يرى من أمه أي استعجال في إعداد طعامه، أو قد يتطلب إعداد الطعام وقتاً طويلاً، فإنه يفقد صبره ويأخذ في البكاء والصراخ، وإذا تكرر مثل هذا الموقف، يتخذ اعتراضه وعناده صورة أكثر جدية.

٤- إظهار القدرة على المجابهة:

يبدي الطفل أحياناً العناد والإلحاح ليظهر بذلك قدرته على التصدي والمجابهة، فالطفل حينما يطلب من أبيه أو أمه شيئاً ولا يعيرانه اهتماماً، يلجأ إلى البكاء فينال منهما العقاب، ولكنه لا يهدأ ويواصل البكاء والعزوف عن الطعام حتى يضطرهما في نهاية الأمر إلى الخضوع لمطالبه، وهذه التجربة تشجعه على معاودة هذا السلوك في المرات القادمة، وقد يظهر سلوك العناد لدى الطفل بسبب عدم مبالاته بوالديه، نتيجة للجرأة التي منحوه إياها.

٥- الاندفاع الذاتي:

في بعض الحالات، يندفع الطفل تلقائياً ويضغط على نفسه من أجل أن يكون طفلاً جيداً أمام والديه، فيحرص على تنفيذ أوامرهما بدقة، ويكف عن الإيذاء، وهذا الضغط على الذات يؤدي بشكل طبيعي إلى التعب والملل والضجر، وتتمخض عنه رغبة في العناد وإثارة الصخب، قد يستطيع الطفل التزام الصمت والهدوء ليوم أو اثنين، ولكن حينما ينفذ صبره يذيق والديه من العناد والأذى عذاباً مضاعفاً.

٦- الحسد والمنافسة:

يبدأ عناد الطفل أحياناً منذ ولادة طفل جديد لأسرته، لأن المولود الجديد يستحوذ على الجانب الأكبر من رعاية واهتمام الوالدين، والطفل بطبيعته عاجز عن طرح موضوع تعسف وتمييز الوالدين، مما يدفعه إلى التعبير عن عقده الداخلية بواسطة العناد والتمرد.

٧- البعد عن مرونة المعاملة:

الطفل يرفض اللهجة الجافة ويتقبل الرجاء، ويلجأ إلى العناد مع محاولات تقييد حركته ومنعه من مزاولة ما يرغب دون إقناع له، والتدخل بصفة مستمرة من جانب الآباء دون مبرر، من منطلق الحرص الشديد، يعارض رغبات الطفل ويجعله يبحث عن الحيل التي تبعده عن هذا التدخل، فيبدأ بالتذمر إذا قيده الكبير، ومن ثم معاندة ذلك الكبير.

٨- أسلوب الضرب:

يتغير موقف البعض فجأة، ويتحول بعد سنوات من مجاراته لعناد الطفل إلى التعامل معه بنمط آخر، غافلاً عن أن الطفل قد اعتاد على وضع يستحيل معه إصلاحه بين ليلة وضحاها، وفي مثل هذه الظروف يبدأ الأهل بممارسة أسلوب جديد بغية إخضاعه، ألا وهو أسلوب الضرب، غير ملتفتين إلى أن الضرب يساهم في تعميق روح العناد، حيث إن الأسلوب التدرجي أجدى بكثير من الأسلوب الآني أو الفوري.

٩- اقتناع الكبار غير المتناسب مع الواقع:

ويحدث حينما يصر الأهل مثلاً على تنفيذ الطفل لأمر يأتي عليه فيما بعد بعواقب سلبية، فحينما تأمر الأم طفلها مثلاً بارتداء معطف ثقيل يعرقل حركته أثناء اللعب، وربما كان السبب في عدم فوزه بالسباق، أو تأنيب المدرسة له بارتداء هذا المعطف لأنه مختلف عن شكل زي المدرسة، ومن هنا يكون اقتناع الآباء بأشياء غير متناسبة مع مقتضيات الواقع، فإن ذلك يدفع الطفل إلى العناد كرد فعل للقمع الأبوي الذي أرغمه على ارتداء المعطف.

١٠- التشبه بالكبار:

أحياناً يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه، متشبهاً بأبيه أو أمه عندما يصممان على أن يفعل الطفل شيئاً أو ينفذ أمراً ما دون إقناعه بسبب تصرفهما، فيأتي الطفل بعد ذلك متشبهاً بهذا الكبير أو ذاك، وربما حينما يسأل عن سبب تصرفه على هذا النحو، قال لذلك الكبير ” أنا أعمل مثلما تعمل أنت “.

١١- أحلام اليقظة:

ربما جاء العناد نتيجة غياب إمكانية التفرقة بين الواقع والخيال، ويجد الطفل نفسه مدفوعاً للتثبت برأي أو موقف، غير آبهٍ بآراء الآخرين، مما يجعل الصدام بين الطفل والكبير أمراً حتمياً، ومما يدعم لديه سلوك العناد.

١٢- رد فعل ضد الاعتمادية:

ربما ظهر العناد مبالغاً فيه كانعكاس ودفاع ضد الاعتماد الزائد على الأم أو مربية الحضانة.

١٣- رد فعل ضد الشعور بالعجز:

إن معاناة الطفل وشعوره بوطأة خبرات الطفولة، أو مواجهته لصدمات أو إعاقات مزمنة وإخفاقات متوالية، قد تحبذ العناد لدى بعض الأطفال كدفاع ضد الشعور بالعجز والقصور، فالفشل في اللعب والترفيه، وفي جلب اهتمام الوالدين، وفي منافسة الآخرين، يحطم شخصيته، ومثل هذا الطفل يعجز عن إقامة علاقات سليمة مع الأبوين، ولا يمكنه عرض مطالبه بشكل طبيعي.

١٤- رغبة الطفل في تأكيد ذاته:

إن الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالغ فيه فإن ذلك يشير إلى مرحلة طبيعية من مراحل النمو، هذه المرحلة تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وإمكاناته وقدرته في التأثير على الآخرين، وتمكنه من تكوين قوة الإرادة، وسوف يتعلم الطفل فيما بعد أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب، وتأتي هذه كمرحلة تالية للنمو وفق تطور الشخصية.

١٥- تعزيز سلوك العناد:

إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته العناد تعلّم سلوك العناد وتدعمه لديه، ويصبح السلوك الأمثل للطفل أو أحد الأساليب التي تمكنه من تحقيق أغراضه ورغباته، وبدلاً من اتخاذ الوالدين الضعيفين لمواقف حازمة ومناسبة، نجدهما يتخذان موقفاً ينم عن العجز والضعف، أو يندبا حظهما العاثر، وهذا ما يشجع الطفل على التمادي مستغلاً نقطة الضعف هذه، مما يزيده عتواً وإيغالاً في عناده.

المضاعفات :

إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب التحدي والمعارضة قد يواجهون صعوبة في التعامل مع آبائهم وأقاربهم في المنزل، ومع المدرسين في المدرسة، ومع المشرفين في العمل وغيرهم من الأشخاص المسئولين عنهم، كما أنهم قد يواجهون صعوبة في إنشاء صداقات وعلاقات مع الآخرين والمحافظة عليها.

قد يؤدي اضطراب التحدي والمعارضة إلى مشكلات مثل :

  • الأداء السيئ في المدرسة والعمل.
  • السلوك المعادي للمجتمع.
  • مشكلات السيطرة على الانفعالات.
  • اضطراب إساءة استخدام العقاقير.
  • الانتحار.

كما أن الأطفال المصابين باضطراب التحدي والمعارضة قد يعانون أيضاً من حالات صحية عقلية أخرى، مثل :

  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • اضطراب السلوك.
  • اضطرابات التعلم والتواصل.

قد يساعد علاج هذه الحالات الصحية العقلية الأخرى في تحسين أعراض اضطراب التحدي والمعارضة، وقد يكون من الصعب علاج اضطراب التحدي والمعارضة إذا لم يتم تقييم هذه الحالات الأخرى وعلاجها بشكل مناسب.

أساليب التغلب على المشكلة:

يُعالج هؤلاء الأطفال من خلال العلاج النفسي الفردي، مع إكساب الوالدين مهارات التعامل مع الطفل العنيد، إذ تركز المدرسة السلوكية على تغيير سلوك الوالدين إزاء عناد الطفل، وذلك بتشجيعه على السلوك المناسب، بما يؤدي إلى تدعيمه وإهمال السلوك غير المرغوب، بما يؤدي إلى انطفائه، ولكن المعالجين النفسيين الفرديين، يرون أن آباء هؤلاء الأطفال متصلبين ويصعب تغييرهم، ولذلك فإنهم، من خلال نمط جديد من العلاقة بالمعالج، تغير (تعدل) علاقة الطفل بالموضوع، وتحل دفاعات الطفل غير المرغوبة، ويقام فهم وبصيرة من الطفل لتصرفاته، إضافة إلى تصحيح رؤيته السالبة لذاته وتنمية استقلاليته.

وعند دراسة حالة طفل عنيد يجب أن يوضع في الاعتبار النقاط التالية ، أو أكثر من نصفها على الأقل ، يظهر لمدة نصف عام ، حتى نوجه له هذه الصفة أو الخاصية أو الاضطراب .

هل غالباً يفقد اتزانه ويتعكر مزاجه ؟

هل الطفل مجادلاً للكبار غالباً ؟

هل يتحدى أوامر الآخرين ويرفضها أغلب الأحيان ؟

هل يتعمد عمل تصرفات تضايق الآخرين ؟

هل يلوم الآخرين ( الأخوة ، الأم ، الأب ، المعلّم ،… ) على ما وقع هو فيه من أخطاء ؟

هل يتمكن الطفل من استفزاز من معه ؟

هل الطفل غالباً يصر على الانتقام ؟

والخطوة الأولى التي يجب اتخاذها بشأن الطفل الذي يعاني من أمثال هذه الاضطرابات السلوكية، هي التأكد من عدم إصابته بأية أمراض عضوية، والتي إذا تمت معالجتها ستزول الأعراض الجانبية الناتجة عنها بشكل تلقائي، ثم العمل على إيجاد آليات جديدة للتعامل مع الطفل مع أهمية مراعاة المرحلة العمرية له، وعدم استعجال النتائج ..! ومن أهمها :

الاعتدال في المعاملة :

وهذا يعني بأن تكون مطالب الأبوين من الطفل معقولة وبإمكان الطفل تنفيذها، فكلما استجاب الوالدان لمطالب الطفل أكثر، يكون بالإمكان توقع الاستجابة الإيجابية (الطاعة) من قِبل الطفل، إذ كلما كان الأبوان أكثر حساسية وإيجابية في تلبية حاجات الطفل، كلما كان الطفل أكثر طاعة، أما إذا ظهر سلوك التمرد والعصيان عند الطفل، عندها يمكن للوالدين أن يشيرا بعبارات معينة إلى الأثر المزعج لسلوك العصيان ومشاعرهما نحو ذلك، ولا بد من إعطاء الطفل فرصة لإبداء رأيه عند وضع القوانين كلما أمكن ذلك، مما يجعل الطفل أكثر ميلاً إلى الطاعة والابتعاد عن التمرد، كما يجب أن نتوقع عدم الطاعة الفورية من الطفل دائماً، ولهذا يمكن أن يعطى تحذيراً مسبقاً ( لمدة 5 دقائق ) قبل تنفيذ ما يطلب منه، كما يجب السماح له بالتعبير عن مشاعره التي تسبب له الضيق ومساعدته في مثل ” أنا أكره تنظيف الغرفة ” ؛ وهذا لا يعني رفض الطفل للتنظيف، وإنما عبارة تعبر عما يشعر به فقط.

بالإضافة إلى ذلك، لا بد من تجنب الإفراط في القسوة في العقاب (كالضرب على الوجه أو الظهر ، … )، لأن ذلك يقود إلى العناد وإظهار غضب الطفل وانزعاجه، ومن المحتمل أن يتقمص ذلك من شخصية فارض العقاب القاسي.

الثبات في المعاملة :

يجب ألا يكون هناك تذبذب في معاملة الطفل، مرة نتساهل معه في فرض القواعد، ومرة نتشدد معه، ولذلك لا بد من أن يتم احترام القواعد التي نضعها من قِبل الطفل، وعدم السماح بتجاوزها إلا في الحالات الطارئة والنادرة جداً، ويجب عدم السماح للطفل بخرق القواعد من خلال ثورات الغضب التي يبديها، ويجب تنفيذ الجزاء معه بهدوء والابتعاد عن الغضب الشديد وكل ما يؤدي إلى التطرف، وذلك لنعطي الطفل انطباعاً بأننا إيجابيين نحوه وأننا واثقين من أنه سيتبع تعليماتنا.

توفير الأمن والأمان للطفل :

يجب على الوالدين توفير الأمان للطفل في جو أسري مفعم بالمحبة والحنان والثقة، والعمل على احترام شخصيته، وتأكيد ذاته، وإشعاره بأنهما يأخذان عواطفه ومشاعره بعين الاعتبار ولا يستهزآن بها، كما يجب عليهما عدم مقارنته بالأطفال الآخرين بقولهم ” أنهم ليسوا عنيدين مثلك “، وعدم التشكي من الطفل أمام الآخرين أو قولهم بأن الطفل عنيد أمامه، حتى لا يشعر بالقوة والسيطرة على الوالدين وقدرته على التحكم فيهما، مما يزيد في العناد، فالعلاقة الحميمة مع الطفل تشعره بالأمن وبمزيد من المحبة، ويصبح أكثر ميلاً إلى الطاعة، كما أنه كلما زاد حب الطفل لنا، كان تقبله لتوجيهاتنا أفضل.

توعية الطفل بأسلوب الحياة :

على الآباء توعية الطفل تدريجياً وتعليمه أسلوب الحياة، والمسارعة إلى بناء أسس الطاعة عند الطفل منذ نعومة أظفاره لكيلا يصبح أمره أكثر صعوبة في المستقبل، وعليهم توعيته شيئاً فشيئاً بالنمط الأخلاقي الذي يلتزمون به، لكي يفهم ما يجب اجتنابه وما هو الموقف الواجب اتخاذه إزاء كل مسألة، كما ويجب توعيته بقيمة وقدر شخصيته لغرض أن يدرك أنه فرد ولا يليق به سلوك العناد لأن في ذلك انتقاصاً لشخصيته، فإذا ما شعر الطفل أن له مكانة في النفوس فإنه يسعى إلى الحفاظ عليها وإصلاح سلوكه المنحرف.

توفير القدوة المناسبة :

فالأب الذي يحترم قواعد المرور ويتحدث عن رجل الأمن بشكل جيد، من المرجح أن يكون أطفاله أكثر امتثالاً للسلطة والطاعة من سلوك التمرد والعصيان.

الحث على التكلم :

ويمكن الدخول مع الطفل في حديث من أجل اكتشاف السبب الذي يدفعه نحو العناد، وما الداعي لعدم الإصغاء لكلام الوالدين، وما الباعث على انزعاجه، ولماذا يتصرف على هذه الشاكلة، فالطفل يتحدث عادة بصراحة وصدق عن مشكلته، ونفس هذا الحديث يعتبر بالنسبة للطفل بمثابة المتنفس عما يختلج في نفسه، ومن ناحية أخرى، يقودنا لمعرفة السبب في انحراف سلوكه، وهذا يجعلنا أكثر قدرة على اتخاذ الموقف الصحيح إزاءه.

ذكر القصص والحكايات :

ويقوم هذا الأسلوب على ذكر قصص عن حياة الناس أو حتى عن الحيوانات، ويؤثر ذلك كثيراً في لجم عناد الطفل لأنه يصغي إليها بكل اهتمامه ويحاول التشبه بها، وليس من الضروري في هذا المجال الإتيان بقصص حقيقية أو مسبوكة، بل يمكن اختلاق أية قصة وعرضها على الطفل بشكل هادف ومثير.

تكليفه بعمل أو مهمة محدودة :

من الضروري أن نمنح للطفل شخصيته، لكي يشعر بأهميته ويسعى للتعاون معنا من أجل حفظ مكانته، ومن الأساليب المتبعة في إشعاره بشخصيته، هو أن نكلفه بعمل أو بمهمة – ولو كانت صغيرة – ونشجعه على أدائها، لأن هذا يشعره بأهمية شخصيته، ويسوقه نحو الانصياع والطاعة، والكف عن كل أنواع العصيان والعناد.

إتباع السلوك المثالي :

حينما يكون الطفل في حالة غضب وعناد فذلك يعني أنه في حالة انفعال شديد ولا يمكن إقناعه بسهولة، وهو غير مستعد لسماع النصائح والإرشادات، ولا فائدة من الانتقاد في مثل هذه الحالة، بل من الأفضل التحدث بلسان المشاعر، ومن خلال انتهاج سلوك سلمي مقرون بالصبر والتأني، لقد ثبت من خلال التجارب العملية، أن الطفل يميل نحو السكون والطاعة في مثل هذه الحالات، وينصاع لرأي والديه، ويكف عن عناده سريعاً.

مكافأة السلوك الإيجابي :

لابد من الثناء على سلوك الطاعة عند الطفل في كل مرة يقوم بذلك، كما أن الجزاء المادي لسلوك الطاعة يكون فعالاً عند الأطفال من عمر 12 سنة وما دون، مثل مشاهدة أحد البرامج الهادفة للأطفال، أو قطعة حلوى، أو نحو ذلك.

الإنذار :

وعندما تفشل جميع الجهود السلمية، نضطر لانتهاج أسلوب الإنذار والتلويح له بأن أمثال هذه التصرفات لا تجديه نفعاً، وقد تنتهي بمعاقبته، وعند التكرار يتحول الإنذار إلى تهديد، ونادراً ما ينتهي بالعقاب، ومن الطبيعي أن أمثال هذه الحالات تطبق حينما نستيقن جدواها في إصلاح شأن الطفل، وإلا فإننا إذا علمنا بانعكاساتها السلبية لا يجوز لنا إتباعها، لأن الهدف هو البناء لا الهدم.

التجاهل :

ومن الطرق المتبعة في معالجة السلوك السلبي لدى الطفل، تجاهله وتركه . فالطفل الذي يكثر من الصياح والضجيج يمكن تجاهله أو حتى يمكن الخروج من الغرفة وتركه وحده يصرخ ويبكي، لقد تبين من خلال الدراسات بأن تجاهل الطفل مفيد في بعض الحالات، لأنه حينما يلح في البكاء والعناد، ويرى أن لا أحد يهتم لسلوكه هذا، يضطر للكف عنه ومعاودة سلوكه القويم.

العقاب الفوري :

يرى البعض ضرورة العقاب أثناء وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات، لأن نوع العقاب يختلف في تأثيره من طفل إلى آخر، فالعقاب بالحرمان أو عدم الخروج أو عدم ممارسة أشياء محببة، قد تعطي ثماراً عند طفل ولا تجدي مع آخر، المهم عدم تأجيل العقاب حال وقوع العناد، وتكون نقطة البداية هي تأجيل الحوار ولو لحظات يراجع فيها الطرفان موقفهما، ويستأنف الحوار بعد ذلك بأسلوب يكون فيه الإقناع سيد الموقف، ولا يجوز أن ينقطع الحوار أو يؤجل إلى وقت لاحق، حتى لا تنعدم معه الفائدة المرجوة، إن إرجاء الحوار إلى وقت لاحق يشعر الطفل أنه قد ربح المعركة دون وجه حق، ويشعره بزهو الانتصار، مما يدفعه إلى تكرار سلوك عناده ومكابرته، ويجب أن يعتمد على قاعدة ” أن العناد من الطفل لا يقاوم بعناد من الكبار ، بل بحوار دافئ عاجل “.

التعاون بين المنزل والروضة والمدرسة :

لابد من التعاون بين الأطراف المختلفة للتخلص من سلوك التمرد أو العصيان عند الطفل، فمعرفة كل من الوالدين والمربين بحقائق نمو الطفل، وحقيقة ظهور العناد في مراحل نمو معينة عند الطفل، كفيل بوضع برامج وقائية علاجية للتخلص من هذا السلوك اللاجتماعي عند الطفل.

يمكن أن يكون الأطفال، حتى أفضلهم سلوكاً، صعبي المراس ويتعاملون بتحد في بعض الأحيان، ولكن إذا كان الطفل أو المراهق يمر بنوبات متكررة ومستمرة من الغضب أو حدة الطباع أو الجدال أو التحدي أو حب الانتقام ضدك وضد الآخرين المسؤولين عنه، فقد يكون مصابا باضطراب التحدي والمعارضة ( ODD ) وكوالد، لا يتعين عليك أن تحاول بمفردك السيطرة على الطفل المصاب باضطراب التحدي والمعارضة، بل يتم ذلك بمساعدة من الأطباء والاستشاريين وخبراء تنشئة الطفل.

وتتضمن معالجة اضطراب التحدي والمعارضة تناول العلاج والتدريب للمساعدة في بناء العلاقات الأسرية الإيجابية والمهارات اللازمة لإدارة السلوك، وربما تتضمن تناول الأدوية لعلاج مشكلات الصحة العقلية المرتبطة به.

الدكتور أيمن البرديني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.