القضاء الأمريكي يلاحق “ميتا” بتهمة احتكار “إنستغرام” و”واتساب”

كتب – محمد السيد راشد
تنطلق اليوم، الاثنين 14 أبريل 2025، في العاصمة الأمريكية واشنطن، محاكمة تاريخية لشركة ميتا (Meta)، المالكة لـ”فيسبوك” و”إنستغرام” و”واتساب”، بتهمة الاحتكار غير القانوني من خلال استحواذها على منصتي “إنستغرام” و”واتساب”، في صفقتين تعودان لعامي 2012 و2014.
احتمالات بتفكيك عملاق التكنولوجيا
تسعى لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية (FTC)، التي تمثل الحكومة الفيدرالية، إلى إجبار “ميتا” على التخلي عن “إنستغرام” و”واتساب”، معتبرة أن الاستحواذ عليهما تم بغرض القضاء على المنافسة وفرض هيمنة على سوق وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد تمتد المحاكمة لمدة ثمانية أسابيع، في واحدة من أبرز القضايا القضائية في تاريخ شركات التكنولوجيا الأمريكية.
زوكربيرغ في مرمى الاتهامات
تشير الوثائق إلى أن مارك زوكربيرغ، مؤسس “ميتا” وثالث أغنى رجل في العالم، كتب في إحدى رسائله الداخلية قبل شراء “إنستغرام”: “الأثر المحتمل لإنستغرام مهوّل بالفعل، لذا علينا أن ننظر في احتمال دفع أموال كثيرة”، وهو ما يُستخدم اليوم كدليل على نية الاحتكار.
وبحسب مصادر مقربة، يعيش زوكربيرغ حالة من الحزن والانزعاج، ويعتبر ما يحدث مؤامرة وظلمًا ضده، مشيرًا إلى أن جهوده لتقوية العلاقات مع الإدارة الأمريكية لم تؤتِ ثمارها، بما في ذلك شراؤه لقصر في واشنطن وتعيين حلفاء جمهوريين داخل “ميتا”.
الدفاع يرد: الاستثمارات حولت التطبيقات إلى عمالقة
من جانبها، تنفي “ميتا” هذه الاتهامات وتؤكد أن عمليات الاستحواذ كانت قانونية وبتصريح رسمي من الجهات الرقابية حينذاك. ويعتزم فريق الدفاع التركيز على الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الشركة لتطوير “إنستغرام” و”واتساب”، وتحويلهما من منصات ناشئة إلى تطبيقات عالمية.
5 دعاوى كبرى ضد عمالقة التكنولوجيا
تُعد هذه القضية واحدة من خمس دعاوى كبرى رفعتها الحكومة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، ضمن توجه متصاعد لكبح النفوذ المتزايد لهذه الشركات وضمان العدالة التنافسية.
وتأمل “FTC” في إثبات أن احتكار “ميتا” ساهم في تدهور جودة الخدمات، وفرض إعلانات متزايدة، وقرارات أثقلت كاهل المستخدمين.
النهاية غير معروفة
في حال صدور حكم ضد “ميتا”، قد يُجبر العملاق التكنولوجي على بيع “إنستغرام” و”واتساب” لشركات أخرى، وهو ما سيكون زلزالًا في عالم التكنولوجيا، ويعيد رسم خريطة وسائل التواصل الاجتماعي عالميًا.