أراء وقراءات

القيمة والفتن

بقلم/ إيمان أبو الليل 

وأنا أتجول على مواقع التواصل الاجتماعي، صادفني موقفان يعكسان الفارق الكبير بين المحتوى الهادف والمحتوى الهابط.

الموقف الأول: محتوى راقٍ وتأثير إيجابي

برنامج اجتماعي إنساني بحت، حقق نجاحًا كبيرًا بفضل الله، حيث وصل عدد متابعي مقدم البرنامج إلى أكثر من 10 ملايين شخص خلال أيام قليلة، وما زال العدد في ازدياد. المفاجأة أن مقدم البرنامج ممثل كوميدي، لكنه ابتعد عن مجال الكوميديا وقدم محتوى مؤثرًا وملامسًا للواقع اليومي، مما جعل الناس تتفاعل معه بإيجابية.

برنامج قطايف، للفنان سامح حسين 

تميز البرنامج بتلقائية وصدق جعلته يلمس القلوب، وهو دليل على أن الخير لا يزال حاضرًا في قلوب الناس، وأنهم متعطشون للكلمة الطيبة. كما أن هذا النجاح يؤكد أن الله يرزق من يشاء كيفما يشاء، وأن الكلمة الصادقة يمكن أن تهزم موجات العنف والبلطجة التي تروجها بعض الأعمال الإعلامية.

السؤال هنا: هل ندعم هذا المحتوى الإيجابي ونشجعه، أم نحبطه بحجة أن صاحبه ممثل كوميدي؟ الإجابة واضحة: يجب دعم الخير وتشجيعه حتى يصبح هو القاعدة، بدلًا من أن تحتل السلبية والبلطجة الصدارة في المجتمع.

الموقف الثاني: عندما تنهار القيم تحت أقدام الفتن

على النقيض تمامًا، هناك من يختار أن يتنازل عن قيمه ومبادئه، إما بحثًا عن رضا أصحاب النفوذ، أو سعياً وراء المال والشهرة. البعض قد يظن أن الانتماء لجانب القوة سيمنحه السلطة والمكانة، لكنه في الحقيقة يخسر احترام الناس وثقتهم.

الفارق واضح بين من قدم محتوى صادقًا فحصد حب الناس، وبين من باع نفسه للمصالح ففقد احترامه. الأول نال القبول، والثاني أصبح مجرد أداة تخدم أجندات معينة.

اختر مكانك بحكمة

الدنيا مثل المرأة اللعوب، تغريك بالمكاسب اللحظية، لكنها تسحبك تدريجيًا إلى طريق الضياع. كن حذرًا من الفتن، ولا تكن كالترزي الذي شاركت إبرته في حياكة ثوب الظالم.

القيمة والفتن 2

إيمان أبو الليل 

كاتبة صحفية وعضو اتحاد الكتاب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.