“الماتش باظ”

بقلم /الفنان أمير وهيب
في عالم الرياضة، وخصوصًا في أجواء المسابقات والمنافسات، هناك ما يُعرف بـ”المباراة”، وقد تكون فردية أو جماعية. ومن واقع تجربة وممارسة، أؤكد أن وقوع “مشادة” بين اثنين من زملاء الفريق الواحد، حتى وإن بدت بسيطة، قد تؤثر سلبًا على أداء الفريق بأكمله.
الانقسام الداخلي… طريق إلى الهزيمة
في الحالة الأولى، حين تقع مشادة داخلية بين أعضاء الفريق، تكون النتيجة ارتباكًا في الصفوف، وتشتتًا ذهنيًا، واهتزازًا في الأعصاب. ذلك يفقد الفريق تركيزه، ويقوض وحدته، وبالتالي يصبح الفوز هدفًا بعيد المنال.
التلاسن الخارجي… تصعيد بلا داعٍ
أما في الحالة الثانية، حين يقع التلاسن بين أفراد من الفريقين، فإن النتيجة تكون استعدادًا عدائيًا وتصعيدًا غير مبرر. وتتحول المباراة إلى ساحة تأهب واشتباك محتمل، ما يفقدها معناها الرياضي ويحولها إلى معركة.
“الماتش باظ”… والمجتمع كذلك
في كلتا الحالتين، وبلغة الشارع، نقول ببساطة: “الماتش باظ”. أي أن الأجواء فُسدت، والهدف من المباراة ضاع، والمجتمع – على نطاق أوسع – تعكر صفوه.
وهذا ما يدفعني للكتابة، للمرة المائة ربما، عن “المقالات التي بتبوّظ الماتش”، وتثير الاحتقان داخل المجتمع. إنها المرة العاشرة أيضًا التي أوجّه فيها انتباهي نحو أحد الكُتّاب، الذي تم “تهجيره” طوعًا أو قسرًا من رئاسة صفحة الموسيقى، ليتحول إلى منصة أخرى دينية الطابع، تُستخدم للأسف في غير محلها داخل مؤسسة صحفية عريقة.
وما يقال عن الرياضة، يُقال أيضًا عن كل مجالات الحياة. نحن بحاجة إلى عقلانية، إلى روح رياضية، إلى احترام الاختلاف، لا إلى مقالات تثير الضغائن وتعكر الصفو العام.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر