شئون عربيةفلسطين

المنظومة الصحية في غزة.. استباحة إسرائيلية ممنهجة

كتب / محمد السيد راشد

كشف المركز الفلسطيني للإعلام عن حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، حيث تتعرض المنظومة الصحية في القطاع لعملية استباحة ممنهجة من قبل الاحتلال، تبدأ بالتحريض وترويج الأكاذيب، مرورًا بالقصف والاقتحام، وانتهاءً بالتدمير الكامل للمستشفيات ومراكز الرعاية.

استهداف مباشر للطواقم والمنشآت الصحية

أوضح المركز أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد استهداف الطواقم الطبية والمنشآت الصحية بشكل مباشر، ضمن سلسلة جرائم ممنهجة تهدف إلى شلّ البنية التحتية الصحية بالكامل، مما فاقم من معاناة السكان ورفع أعداد الضحايا.

ووفق الإحصائيات التي وثقها المركز خلال 22 شهرًا من الحرب والإبادة، فقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية عن:

  • استشهاد 1590 من الكوادر الطبية

  • إصابة المئات بجراح متفاوتة

  • اعتقال 362 من الأطباء والمسعفين والعاملين في القطاع الصحي

سياسة إبادة ضد النظام الصحي

أكد التقرير أن هذه الاعتداءات لا تأتي بمعزل عن سياسة الاحتلال الشاملة في غزة، بل تمثل ركنًا أساسيًا في استراتيجية الإبادة الجماعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار في القطاع.

وشدد المركز على أن تدمير المستشفيات، ومنع دخول الأدوية والمعدات، وقتل الأطباء، واعتقال المسعفين، إنما يهدف إلى تفريغ القطاع من مقومات الحياة الأساسية، في مخالفة صارخة للقوانين الدولية، واتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت والطواقم الطبية أثناء النزاعات.

دعوات للمحاسبة الدولية

في ختام التقرير، طالب المركز الفلسطيني للإعلام المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتحرك العاجل من أجل:

  • محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق المنظومة الصحية

  • حماية المستشفيات والمراكز الطبية في غزة

  • إدخال المساعدات الطبية دون قيود

وأكد المركز أن الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم يعطي الاحتلال ضوءًا أخضرًا لمواصلة جرائمه دون رادع، داعيًا إلى تدخل فوري لوقف هذه المجزرة الصحية التي تُرتكب على مرأى العالم.

الطبيبة آلاء النجار نموذج للصبر والعطاء 

لم تكن الطبيبة آلاء النجار أول فلسطينية يفجعها الاحتلال الإسرائيلي في فلذات أكبادها الثمانية، لكنها كانت الأكبر حظا من الألم والأكبر نصيبا من المأساة، وصاحبة الرقم الأعلى بين أمهات فلسطين حينما تلقت على حين غرة ودون أي ميعاد جثامين أبنائها التسعة الذين قضوا حرقا في غارة جوية حانقة بحي قيزان في مدينة خان يونس.

كانت الأم -التي تعمل طبيبة في مجمع ناصر الطبي- يملأ قلبها الأسى لما ترى من أهوال ومصائب وأجساد تحولت إلى مزع، قبل أن يكون قلبها المفعم حبا مسرحا لحرقة لا تنتهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى