المواطن العربي والانتخابات الامريكية
بقلم / الدكتور محمد النجار
استنفر الاعلام العالمي بكافة اجهزته وأوقف معظم برامجه اليومية والاسبوعية لتغطية الانتخابات الامريكية ، ومن بينها الاعلام العربي الذي بدا مدافعا في معظم بلدانه عن الرئيس الحالي دونالد ترامب رغم سياساته المعادية للعرب والمسلمين وجنوحه للجانب الصهيوني
وتدور معركة انتخابية شرسة في الولايات المتحدة الأمريكية يشعل فتيلها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بمحاولاته الفوز بالرئاسة بأي شكل من الأشكال وتصريحاته النارية التي يراها بعض الامريكيين بالمتهورة التي ربما تقوض الديمقراطية الأمريكية وتقسم المجتمع الامريكي.
و يلحظ القارئ المتابع للانتخابات الامريكية أن حملة ترامب قد خسرت دعوى قضائية رسمية تطالب بوقف إحصاء الأصوات بولاية ميشيغن ، والسبب انه قبل أن ينتهي فرز كل الاصوات كان التقدم لصالح ترامب ، فأرادت حملة ترامب ايقاف فرز باقي الأصوات حتى لا تكون بقية الأصوات لصالح جو بايدن وينقلب فوز ترامب فوز الى خسارة.
ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية يكون مرشح الرئاسة الامريكية يتصرف بنفس تصرفات العالم الثالث المتخلف وهذا واضح في محاولات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المستميتة بالتمسك بالسلطة وتغريداته المستفزة واتهامه الديمقراطيين بسرقة الانتخابات وتزوير النتائج ، مما دفع حمله منافسه على الرئاسة على اعلان فوزهم بالانتخابات في بعض الولايات وبما تؤكده بعض وسائل الإعلام.
وتبعا لتلك الاعلانات المستمرة الصادرة من الحزبين على إعلانهما الفوز ، اضطر تويتر لإصدار تنبيه لمستخدميه في الولايات المتحدة الى عدم تصديق أي ادعاءات بفوز أي من المرشحين.
كما حذر مدير الامن السيبراني الامريكي من حسابات مزيفة لوسائل اعلام بفوز احد المرشحين.
وأمر قاض اتحادي هيئة البريد الأمريكية بإجراء تفتيش لبعض المرافق في مختلف أنحاء البلاد بحثا عن أي بطاقات اقتراع بالبريد لم يتم تسليمها وشحنها على الفور إلى مراكز الانتخابات ليتم فرزها.
ورغم تلك الصراعات والمناكفات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري ، يقف الانسان العربي متعجبا ومُعجبا بتلك الديمقراطية التي يراها في أمريكا ، والحرية التي يتمتع بها المواطن الامريكي في اختيار مرشحه الذي يراه مناسبا دون أي وسيلة ضغط أمنية أو اغراءات مادية لشراء صوته بدراهم معدودة ، بل ويحسد المواطن الامريكي على قيمة صوته الذي يمكن أن يرفع رئيس ويُسقط آخر ، كما ينبهر المواطن العربي بالاعلام الحر الذي يمكن أن يميز المواطن يكشف الرئيس الذي يعمل لصالح الوطن ويفضح الرئيس الذي يعمل لمصالحه الشخصية وبقائه في السلطة .
وبهذا كله يعتز المواطن الأمريكي بصوته ووطنه الذي منحه تلك القيمة حتى وإن كان يعاني مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ..
إن قضية انتماء المواطن لوطنه ودينه وعقيدته تدفعه للإيجابية وحماية الوطن في الداخل والدفاع والموت دفاعا عنه ، أما الاحساس باليأس حتما يدفع شباب الامة الى اللامبالاة بل وربما العمل ضد الوطن والإفساد فيه .
فهل سيأتي يوم يشعر المواطن العربي باحترام اختياراته وشعوره بقيمته والانتماء الحقيقي لوطنه؟؟
فجر الجمعة 06-11-2020 الموافق 22 ربيع الاول1442