تقارير وتحقيقات

اليوم العالمي للغات الاشارة .. كورونا فرضت توظيفا لغويا لتوعية الصم

72 مليون أصم في العالم يستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة

كتبت : آمال فتحي

يحيي العالم اليوم الدولي للغات الإشارة هذا العام وسط   جائحة كورونا، . وأثّرت على نحو مليار شخص من ذوي الإعاقة، وفرضت توظيفاً جديداً للغات الإشارة لتوعية فئة الصم بمخاطر “كوفيد- 19”.

ويعد هذا الحدث، الذي يحييه العالم يوم 23 سبتمبر سنوياً، فرصة فريدة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الصم البالغ عددهم حول العالم 72 مليونا، بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم، والذين يعيش 80% منهم في البلدان النامية، يستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة.

وتوجد كذلك لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات الدولية وممارسة نشاطاتهم الاجتماعية.  وهي شكلا مبسطا من لغة الإشارة تحتوي علي  معجم لغوي محدود، ولا تتصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية. وتلزم الدول الأطراف بتسهيل تعليم لغة الإشارة وتعزيز الهوية اللغوية للصم.

وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 أسبتمبر باعتباره اليوم الدولي للغات الإشارة  والاهتمام بأهمية لغة الإشارة في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.

وضرورة الاستفادة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة من خلالها  والتعليم الجيد بلغة الإشارة، لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، وبما يضمن العمل مع فئة الصم من باب الأخذ بمبدأ ‘‘لا غنى عن رأينا في أي شأن يخصنا’’.

معلومات أساسية

قدم الاتحاد العالمي للصم  وهو اتحاد لـ135 جمعية وطنية للصم (تمثل في مجموعها 72 مليون أصم في العالم)، اقتراح الاحتفال باليوم الدولي للغة الإشارة. وتبنت البعثة الدائمة لأنتيغو وباربودا لدى الأمم المتحدة القرار 161/72بالشراكة مع 97 دولة عضو، واُعتمد بتوافق الآراء في 19 كانون الأول/ديسمبر 2017.

ووقع الاختيار على تاريخ 23 سبتمبر لأنه تاريخ انشاء الاتحاد العالمي للصم في عام 1951. ويمثل هذا اليوم يوما لميلاد منظمة دولية أهم أهدافها هو الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الصم بوصف ذلك من المتطلبات الأساسية للإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.

وأُحتفل بأول أسبوع دولي للصم في سبتمبر 1958، وتطور منذ ذاك إلى حركة عالمية للوحدة بين فئة الصم والتوعية المركزة لرفع الوعي بقضاياهم والتحديات اليومية التي يواجهونها

ورغم أن الصم يتحدثون بأكثر من 300 لغة إشارة حول العالم، فإن هناك لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في وتكون شكلا مبسطا من لغة الإشارة وذات معجم لغوي محدود، ولا تتصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية.

وفي عام 2020 أصدر الاتحاد العالمي للصم “تحدي القادة العالميين” بهدف استخدام القادة المحليين والعالميين لغات الإشارة بالشراكة مع الجمعيات الوطنية للصم في كل بلد، فضلاً عن المنظمات الأخرى للصم.

طوارئ كورونا

فرضت جائحة “كوفيد-19” طوارئ عالمية و بتوفير مزيد من الخدمات الأساسية لضمان وصول ذوي الإعاقة إليها

وطبقا لإحصائيات الأمم المتحدة،  هناك نحو 15% من عدد سكان العالم أو مليار شخص من ذوي الإعاقة في العالم من بين الأكثر تضررًا من “كوفيد- 19″، 46%  تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر هم من ذوي الإعاقة.

برامج مبتكرة

الوباء أجبر الحكومات والمنظمات الحقوقية على توظيف لغة الإشارة لإيصال رسائل توعية للصم والبكم والوقاية من “كوفيد- 19″،  وتم عمل الكثير من البرامج المختلفة  وعلي سبيل المثال لا الحصر  نجد البرامج الخاصة  بمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (يونسكو) ويشمل كل ما يتعلق بكوفيد 19 من معلومات وسبل الوقاية والعلاج   ومقاطع الفيديو تركز على كيفية الوقاية من الفيروس التاجي باستخدام لغة الإشارة العربية.

فعاليات عربية

** في مصر،  تم إطلاق  مبادرة “اتعلموا إشارة” أول حفل بلغة الإشارة  بهدف نشر الوعي بأهمية تعلم هذه اللغة للتواصل مع فئة الصم والبكم بطريقة أيسر، وحق طبيعي  يساعدهم علي ممارسةالأنشطة المجتمعية المختلفة

ويتضمن الحفل أغان متنوعة شهيرة  يقوم فريق المبادرة بترجمتها ترجمه فورية يقدمها فريق المبادرة، ويتم نشرها  عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة الساعة جو من المرح والسعادة وقائع الصم  في المجتمع وكحق طبيعي من حقوقهم علي  المجتمع المحلي والدولي

** في الإمارات أطلقت مؤسسة “زايد العليا لأصحاب الهمم” حملة للتوعية بفيروس كورونا باستخدام لغة الإشارة، تحت شعار “صحتك تهمنا” بهدف التعريف بـ”كوفيد- 19″ وطرق الوقاية منه.

وعلى المستوى الحكومي،  وزارة تنمية المجتمع الإماراتية قامت بعمل  أول دليل خاص بتوظيف أصحاب الهمم مزود بالترجمة إلى لغة الإشارة  واستخدام شخصية كرتونية افتراضية ثلاثية الأبعاد “أفاتار”، لتمكين أصحاب الهمم وتيسير وصول المحتوى المكتوب للصم بلغة الإشارة بسهولة.

 

ويصل عدد أصحاب  ذوي الإعاقة السمعية في الإمارات نحو 2706 أشخاص، بينهم 1616 ذكورا و1090 إناثا، ووفرت لهم الدولة مشروع “المعجم  الإماراتي للصم” يجمع مفردات الإشارة الخاصة بالصم على مستوى الإمارات وتوحيدها وتعميمها لحفظها وتداولها بين الصمّ بعد توثيقها في قاموس معتمد يصل عدد كلماته إلى 5000 كلمة.

**في السعودية، تحدثت جمعية “مترجمي لغة الإشارة” عن  إتاحة الفرصة للعمل في التلفزيون السعودي  من مترجمي الإشارة بنشرات الأخبار  وتعريف الصم والبكم بكل ما يتعلق بجائحة كورونا، خاصة الإجراءات الاحترازية والوقائية.

وأضافت  أن المملكة تضم ما يصل إلى 720 ألفا من الصم، ما استوجب وجود مترجمي الإشارة بجوار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في المؤتمرات الصحفية المتعلقة بكورونا.

**وفي تونس المبادرات الداعمة للصم والبكم خلال الجائحة بعضها كان فردياً، والبداية قادتها الشابة التونسية شيماء العمدوني وتطوعت لترجمة جميع الندوات الصحفية التي تعقدها وزارة الصحة التونسية إلى لغة الإشارة، ليفهمها فاقدو السمع ممن يرغبون في الاطلاع على مستجدات كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.