كتب محمود هاشم
شهد معبد رمسيس الثانى بمدينة أبوسمبل بأسوان، اليوم الإثنين، تعامد الشمس على قدس أقداس المعبد، وذلك في تمام الخامسة و٥٢ دقيقة صباحًا، وإستمر لمدة تبدأ من ٢٠ وحتى ٢٥ دقيقة.
بدأت الظاهرة بسقوط أشعة الشمس على واجهة المعبد، عندما تتعانق الأشعة فى البداية مع تماثيل للقرود تعلو واجهة المعبد، والبالغ عددها حاليًا ١٦ قردًا.
وهبطت أشعة الشمس من القرود لتركز على إله الشمس المشرقة “رع حور أختى”، والمنحوت بهيئة آدمية برأس صقر وعلى رأسه قرص الشمس، ويقف على الجانبين الملك رمسيس الثانى، ويقدم قربان “الماعت”، ثم تهبط الأشعة إلى المدخل الرئيسى لتتسلل إلى المعبد لمسافة حوالى ٤٨ مترًا حتى وصلت إلى قدس الأقداس، وترسم أشعة الشمس إطارًا مستطيلًا على تمثال الملك رمسيس الثانى فى حجرة قدس الأقداس، وتحركت ناحية اليمين تجاه تمثال الإله “رع حور أختى” حتى إختفت على هيئة خط رفيع موازٍ للساق اليمنى، ثم إنسحبت أشعة الشمس إلى الصالة الثانية، ثم الصالة الأولى بالمعبد وإختفت بعد ذلك. وتجسد الظاهرة النادرة، التى تحدث يومى ٢٢ أكتوبر وفبراير من كل عام، التقدم العلمى للقدماء المصريين خاصة فى علوم الفلك، حيث كانت بمثابة رسالة فلكية لتنبيه الأهالى فى الأقاليم البعيدة عن العاصمة المصرية القديمة بموسمى الزراعة والحصاد، لتقديم القرابين والهدايا للآلهة، مما يؤكد أن تلك الظاهرة تمثل علاقة اقتصادية زراعية وفلكية عند المصريين القدماء، حيث يوافق اليوم ٢٢ أكتوبر بدء فصل الزراعة، ويوم ٢٢ فبراير بدء فصل الحصاد عند القدماء المصريين.