انشقاقات واسعة داخل الدعم السريع جنوب كردفان وهروب أسر الضباط إلى جنوب السودان

كتبت: د. هيام الإبس
شهدت ولاية جنوب كردفان خلال الساعات الماضية تطورات ميدانية متسارعة تمثلت في انشقاقات جديدة داخل صفوف قوات الدعم السريع، وهروب جماعي لأسر بعض ضباطها باتجاه الحدود مع جنوب السودان، وسط تصاعد التوترات وتقدم ملحوظ للجيش السوداني في عدة محاور استراتيجية.
عناصر من قبيلة الحوازمة تنضم للقوات المسلحة
في تطور لافت، أعلنت مصادر محلية انضمام عدد من مقاتلي الدعم السريع من قبيلة الحوازمة إلى القوات المسلحة السودانية بعد تسليم أسلحتهم طوعًا، في خطوة تعكس تراجع الثقة داخل صفوف الميليشيا، وتزايد الانقسامات التي باتت تهدد تماسكها الميداني.
فرار جماعي لأسر ضباط الدعم السريع
بالتزامن مع هذه الانشقاقات، أفادت تقارير بفرار جماعي لأسر عدد من ضباط الدعم السريع نحو جنوب السودان، في محاولة للهروب من تصاعد المعارك وتدهور الوضع الأمني في المنطقة، بعد سيطرة الجيش على مواقع مهمة بالولاية.
تدهور الروح المعنوية وسط قوات الدعم السريع
وأكدت مصادر ميدانية أن مقاتلي الدعم السريع يعيشون حالة من الإحباط والانهيار المعنوي، في ظل توالي الهزائم العسكرية وتقدم القوات المسلحة على الأرض، وهو ما يشير إلى تفكك داخلي واسع النطاق داخل صفوف الميليشيا.
الجيش يواصل تقدمه ويعزز سيطرته في جنوب كردفان
في المقابل، واصل الجيش السوداني عملياته العسكرية، ونجح في بسط نفوذه على مواقع استراتيجية جديدة، ما ضاعف من الضغط على قوات الدعم السريع، ودفع بالمزيد من المقاتلين وأسرهم إلى الفرار.
جدل واسع بعد ظهور عبدالرحيم دقلو في فيديو مرهق
أثار ظهور نادر ومفاجئ لـ عبدالرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يُظهره بملامح مرهقة وشاحبة، ما دفع المتابعين لطرح تساؤلات حول حالته الصحية، وخلفيات هذا الظهور في ظل الأوضاع المتوترة ميدانيًا.
وربط مراقبون بين مظهر دقلو الحالي والتطورات العسكرية المتسارعة، مؤكدين أن الظهور في هذا التوقيت يحمل رسائل مبطنة عن الواقع الميداني والضغوط التي تواجهها قيادة الدعم السريع.
سد مروي في مرمى الخطر.. بين صلابة البناء وهشاشة الجيولوجيا
في تطور خطير للصراع، تعرّض سد مروي شمال البلاد لهجمات متعددة بطائرات مسيّرة، استهدفت البنية التحتية المساندة للسد، لا سيما محولات الكهرباء، ما تسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي في مناطق مختلفة.
الطائرات المسيّرة تضرب منشآت حيوية
أفادت تقارير باستخدام أنواع متقدمة من الطائرات المسيّرة، من بينها طائرات CH-95 الصينية، بالإضافة إلى طائرات انتحارية واستطلاعية تحمل قذائف هاون و”آر بي جي”. وخلّفت هذه الهجمات أضرارًا فادحة في البنية المساندة للسد.
خبراء يحذرون من تصدعات مستقبلية
قال المهندس عبد الكريم الأمين، مستشار الطاقة بدولة قطر، إن جسم السد الخرسانى البالغ سمكه 1.2 متر مصمم لامتصاص الصدمات، إلا أن الضربات المتكررة قد تؤدي إلى تصدعات بمرور الوقت، خصوصًا في ظل الهشاشة الجيولوجية للمنطقة.
وحذر من أن استهداف البوابات قد يؤدي إلى غمر جسم السد بالمياه بارتفاع 10-15 مترًا، مما يشكل تهديدًا بانهيار جزئي، داعيًا إلى إجراء تقييم هندسي شامل بعد الحرب أو أثناء الهدنات المؤقتة.
سد مروي.. مشروع حيوي في مرمى النيران
يقع سد مروي في ولاية نهر النيل، ويبلغ طوله 9 كيلومترات وارتفاعه 67 مترًا، بسعة تخزينية تبلغ 12.5 مليار متر مكعب من المياه. ويوفر 1250 ميجاوات من الكهرباء تغذي قرابة 10 ملايين سوداني.
ورغم تصريحات رسمية تؤكد سلامة السد، إلا أن الخبراء حذروا من كارثة مائية قد تمتد آثارها حتى الحدود المصرية، حال انهيار السد بفعل الهجمات أو النشاط الزلزالي أو ضعف صيانة البنية التحتية.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن استهداف السد تطور خطير، نظرًا لقربه من السد العالي، مؤكدًا أن القاهرة تتابع الموقف عن كثب.
من جهته، أكد المهندس أحمد عبد الله دفع الله، المقيم السابق بموقع السد، أن مروي بني وفق أعلى معايير التصميم العالمية، إلا أن الاستهدافات المتكررة تزيد من مخاوف تراكم الأضرار على المدى البعيد.