بالصور – د.التميمي: التعاون العربي ضرورة لمواجهة مخاطر الذكاء الإصطناعي لمجابهة الجماعات الإرهابية
خلال أعمال الملتقى السنوي لمراكز الفكر في الدول العربية

كتب- إبراهيم عوف
إنطلقت أعمال الملتقى السنوي الثاني لمراكز الفكر في الدول العربية، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تحث شعار : “نحو آلية عربية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية”، وذلك على مدار يومين، بحضور رؤساء وممثلي مؤسسات ومراكز الفكر في الدول العربية.
ناقش الملتقى أدوار ومهام مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية، و التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي وأسبابها وتأثيراتها وكيفية التعامل معها، وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي بين مراكز الفكر لمواجهة تلك التهديدات الإرهابية.
يهدف الملتقى إلى إيجاد آلية عربية لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الارهابية، من خلال توحيد كافة الجهود في المنطقة العربية لتقديم آلية موحدة للتصدي لتلك التهديدات.
و إلى تعزيز التبادل الفكري والخبرات والمعرفة بين المشاركين وتشجيعهم على طرح الأفكار والحلول المبتكرة لمواجهة التهديدات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية للتوصل إلى رؤية عربية لمواجهة تلك التهديدات.
وكذلك إلى تشجيع التعاون بين مختلف الجهات، بما في ذلك الحكومات، القطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية، لمواجهة هذه التحديات، و تحليل ودراسة حالات لفهم كيفية استغلال الجماعات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، واستخلاص الدروس منها و إظهار دور مراكز الفكر العربية في صياغة الوعي العربي، ودعم وتعزيز آليات التصدي لتلك التهديدات، وبيان التحديات التي تواجه الدول العربية في مجال التصدي لها.
أكدت الأمانة العامة للجامعة العربية أن العالم يشهد تطورا غير مسبوق في مجال التكنولوجيا، وعلى وجه الخصوص الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على تغيير شكل العالم، حيث أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ما يشكل ثورة تقنية تفتح أمامنا آفاقاً واسعة من الإمكانيات.
ومع هذه الفرص الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا، تبرز أيضا تحديات خطيرة يجب التعامل معها بحكمة ومسؤولية، منها ما يتعلق بالأمن السيبراني والخصوصية والتحكم الأخلاقي واستغلال الجماعات الإرهابية لهذه التقنيات المتقدمة لزعزعة الأمن والاستقرار سواء من خلال نشر الدعاية المتطرفة، أو استغلالها في تضليل الرأي العام عبر تقنيات مثل التزييف العميق، أو استخدامه في التخطيط للهجمات واختراق الأنظمة، أو تنفيذ هجمات متقدمة باستغلال الطائرات بدون طيار.
قال الوزير مفوض الدكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية: ” أن الملتقى يعد منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الخبراء من مراكز الفكر في الدول العربية وصانعي القرار حول كيفية تسخير هذه التكنولوجيا لخدمة البشرية مع وضع ضوابط ومعايير تقلل من آثارها السلبية، والدعوة لإنشاء آلية بحثية عربية في هذا الشأن”.
وأكد على أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات الناجمة عن استغلال التكنولوجيا الحديثة في تقويض الأمن والاستقرار.. وكذلك على عدة نقاط أهمها:-
تحديات متنامية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي
أشار الدكتور التميمي إلى أن التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي تحمل في طياتها فرصاً هائلة للتقدم، لكنها في الوقت ذاته تثير مخاطر متزايدة تتعلق بالأمن السيبراني والخصوصية، فضلاً عن استغلال الجماعات الإرهابية لهذه التقنيات. وأوضح أن الجماعات المتطرفة تستغل أدوات مثل التزييف العميق والطائرات المسيرة في نشر الدعاية والتخطيط لهجمات متطورة، مما يستدعي استجابة عربية موحدة.
نحو آلية عربية لمواجهة التهديدات
أكدت الكلمة على أهمية إنشاء آلية بحثية عربية مشتركة، تهدف إلى دراسة المخاطر الناتجة عن استغلال الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الإرهابية، وتطوير حلول مبتكرة مبنية على البحث العلمي. ودعا التميمي إلى تعزيز التنسيق بين الحكومات ومراكز الفكر العربية لوضع أطر قانونية وأخلاقية تضمن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
دور مراكز الفكر في مواجهة التحديات
شدد الدكتور التميمي على الدور المحوري الذي تلعبه مراكز الفكر في تعزيز الأمن الفكري وبناء اقتصاد معرفي مستدام في العالم العربي. واعتبر أن التعاون المعرفي بين هذه المراكز يمثل سلاحاً فاعلاً للتصدي للمخاطر المستقبلية، مشيراً إلى أهمية تبني أجندة بحثية عربية مشتركة لدعم التحول الرقمي وتحقيق التنمية المستدامة.
دعوة لتوصيات عملية
اختتم التميمي كلمته بالتأكيد على أهمية أن يخرج الملتقى بتوصيات قابلة للتنفيذ تسهم في تحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطره. وأعرب عن أمله في أن يكون الملتقى منصة لإطلاق رؤية متكاملة تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
يستمر الملتقى على مدار يومين، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار العرب، وسط تطلعات لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الرقمية المتنامية.
ويسلط الملتقى الضوء على التهديدات المحتملة التي قد تنشأ من استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات الإرهابية.