بعد السيطرة على القصر الجمهوري .. الجيش السوداني يستعيد مواقع استراتيجية

كتب: د. هيام الإبس

لقي مدنيان مصرعهما في منطقة الجريف غرب شرق الخرطوم، جراء استهدافهما بواسطة مسيرة عسكرية، لترتفع حصيلة الضحايا المدنيين إلى أربعة قتلى خلال ثلاثة أيام. وتشهد المنطقة عمليات عسكرية متزايدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط توقعات بمعارك برية وشيكة.

وقالت مصادر ميدانية إن حرب المسيرات مستمرة، ما يزيد من معاناة المدنيين الذين يدفعون ثمناً باهظاً بسبب القصف والانتهاكات العسكرية، مع اشتداد الحصار وتكثيف المداهمات الأمنية على المنازل والمحال التجارية.

وفي سياق متصل، صنفت منظمة إنسانية دولية في جنيف انتهاكات الدعم السريع بحق المدنيين في الجريف غرب كـ جرائم حرب تستوجب المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، مشيرة إلى أن العنف شمل الاغتصاب والانتهاكات الجسدية بحق النساء.

الجيش السوداني يحقق تقدمًا ميدانيًا ويستعيد القصر الجمهوري

أعلنت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي أن تحرير الجيش للقصر الجمهوري والوزارات السيادية يعد مؤشرًا على انهيار قوات الدعم السريع ويقوض أي محاولات لتشكيل حكومة موازية.

وأكد الناطق الرسمي باسم الحركة، الصادق علي النور، أن استعادة القصر الجمهوري تُضاف إلى سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش خلال الفترة الأخيرة، في ولايات سنار، الجزيرة، الجيلي، وشرق النيل، بالإضافة إلى فك الحصار عن مدينة الأبيض.

وبحسب تقارير عسكرية، فقد تمكن الجيش من التحام قوات سلاح المدرعات القادمة من جنوب الخرطوم مع قوات سلاح المهندسين القادمة من أم درمان، عبر جسر النيل الأبيض في شارع الغابة، بمنطقة المقرن، ما يعزز سيطرته على وسط الخرطوم.

الجيش يستعيد أكبر ملعب في العاصمة من الدعم السريع

في تطور جديد، استعاد الجيش السوداني اليوم السبت، استاد الخرطوم، أكبر ملعب رياضي لكرة القدم في وسط العاصمة، بعد معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع.

وأظهر مقطع فيديو نشره جنود الجيش داخل الاستاد وجود دبابة تابعة لقوات الدعم السريع قرب المقصورة الرئيسية، كانت تستخدم لتوجيه الضربات باتجاه القيادة العامة.

وبهذه السيطرة، يقترب الجيش من إعلان سيطرته الكاملة على وسط الخرطوم، حيث نجح في ربط قواته بين سلاح المهندسين والقيادة العامة وسلاح المدرعات، مما يغير الخارطة العسكرية لصالحه.

جزيرة توتي تحت سيطرة الجيش بعد عامين من سيطرة الدعم السريع

اقتحمت وحدات من الجيش والقوات المساندة جزيرة توتي في ولاية الخرطوم، بعد عامين من هيمنة قوات الدعم السريع عليها، والتي حولتها إلى قاعدة عسكرية.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها كتيبة البراء بن مالك مشاهد من داخل أحد مساجد الجزيرة، حيث رفع أحد أفرادها الأذان احتفالاً بالتحرير.

عانى سكان جزيرة توتي من ظروف قاسية تحت سيطرة الدعم السريع، حيث فرضت عليهم قيودًا صارمة على التنقل، وفرضت أتاوات عالية على الخروج، مما جعل المنطقة بمثابة سجن مفتوح، خصوصًا مع توقف المراكب النهرية عن العمل بسبب الحرب.

الوضع الميداني والدعم السريع في مأزق

تعاني قوات الدعم السريع من خسائر متزايدة في الخرطوم، حيث تم تحجيم نفوذها إلى جيوب متفرقة في العاصمة، بين أم درمان والخرطوم.

وكان الجيش قد تمكن يوم الجمعة من استعادة القصر الجمهوري، تلاه السبت بالسيطرة على المقرن، فندق كورنثيا، بنك السودان، الوزارات السيادية على شارعي النيل والجامعة، ومقر المخابرات العامة.

بالتوازي مع هذه الأحداث، يواجه المدنيون في المناطق التي كانت تحت سيطرة الدعم السريع أوضاعًا إنسانية كارثية، مع تسجيل العديد من الانتهاكات بحقهم، الأمر الذي يزيد الضغط الدولي على هذه القوات.