بلطجة لفظية ….. بتر الإنسانية !! بقلم : الدكتور حسين ربيع
كثير منا يضرب المثل بضرورة بتر العضو المصاب … اذ يمثل خطورة على الجسم…وهو لا شك مثل صائب فى ظروفه الصحيحه…
. فى وقت نرى فيه مشارط الألسن مشهرة على من “نظنه” لا يستحق الحياة …. الظن لايغنى من الحق شيئا …. وبين الظن والحق …. مسافة كبيرة… كنا هى بين المعرفة والادراك…. عند من تخلفوا بمعرفتهم عن ركب الحضارة الانسانى
وفى بريطانيا مرت عمليات البتر بثلاثة مراحل زمنية للوصول الى قرار البتر:
١. حلاق الصحة……Barber
- الجراح …… Master
- الفريق المؤهل المتعدد.. …… MDT
Multi Disciplinary Team
والأخيرة هى الطريقة المعتمدة حاليا حيث يتوصل الى “قرار” البتر فريق طبى مؤهل من تخصصات متعددة فيستريح الضمير الانسانى الى انه لا يوجد سبيل آخر غير البتر ويقلل نسبة الخطأ.
جراح اليوم …. عنده الكثير من الموانع والمحددات والمحاسبات عند قرار البتر
فضلا على أن من يقوم بقرار البتر يختلف عن من ينفذ البتر….. وفى ذلك فرصة أخرى للوصول الى اجراء أقل احتمالا وقربا من الخطأ.
كيف يسمح فردا “بطوله” كما يقولون بعملية بلطجة لفظية Bullying على انسانية شخص آخر ؟؟!!! كيف يحاول أن يمتهنه او يحبطه أو بستبعده أو يقصيه….. بما هو فيه ؟!!! كيف يحاول آخر بسحق عقل كائن بشرى بما هو ليس فيه ؟ كيف يقرر وينفذ بتر انسان آخر ؟!!!!
المعنى الحضارى يفتخر بقيمة الانسانى الذى كرمه الله فى البر والبحر ….. توجه التصارع الفكرى الى نقاش الأفكار والمصالح … وليس اقصاء الفرد الذى يحمل الفكرة …. او امتهانه او كسره
انا ببساطة ….. انسان مثلك
معتز بانسانيتى …. بكينونتى … برأيى … بفكرى
لماذا تظن ببساطة ان قتلى سيحييك …. ان امتهانى سيرفع من شركتك…. ان سحقى سيبقى دولتك !!!!!
ناقش فكرتى … احترم انسانيتى …. تشاور لكرامتى
أخى أو أختى الانسانى والانسانية … اقصائى لعدم تفهمك أو تذوقك لوجودى وحركتى وانطلاقى ….. لن يوقف فكرتى …. ولن ينهى مشكلاتنا بألفاظ او سب او اقصاء..
هيهات هيهات ان تبتر عضوا لايروق لك وتبقى العضو تفضله من وجهة نظرك !!!!!
الانسان … فكر وحق ووجود
والبتر….. قرار جماعى علنى حكيم و ثاقب …. وليس برأى عابر….. !!!!
يكشف عن….. عورة انسانيته
ما ضاع حق وراءه مطالب يا دكتور…. ممكن يصمم الفرد على توصيل وجهة نظره دون ان يضع نفسه في مصيدة الشعور باضطهاد بالبتر…. لان النفس الطويل مهم عند الغطس واسال الاسكندراتية