أراء وقراءات

تداعيات الحروب وتأثيرها النفسي هي الأشد خطرا على الإنسان

 

بقلم /ممدوح الشنهوري

تتسبب الحروب  في الجزء الأكبر من التعاسة  في حياة البشر، وتأثيرها يكون أكبر على إستقرار  الحياة النفسية قبل المعيشية  علي حياة الإنسان أي إن كان مستواه للمادي . فحينما  يشعل فتيلها في أي مكان ما في العالم يتساوي الجميع في الألم، الغني قبل الفقير، والصغير قبل الكبير، الكل يعاني من الخوف والرعب، وتلك الظلمة التي تزيد من حلكة الليل سوادا وظلام، نتيجة قصف المدافع والطائرات .

فيحاول الجميع عبثا النوم ليلا، فتطاردهم الكوابيس والأحلام المزعجة والخوف علي فقدان أحباءهم في هذه الحروب ، وكذلك فقد منازلهم التي صارت بين عشية وضحاها، مجرد ركام أو أطلال لم يتبق منها سوي أظلالها المتعرجة ليلا وكأنها ظلال أشباح ظهرت فجأة من الجحيم .

لتزيد من فزع الذكريات والكوابيس الليلية لدي أصحابها كلما رأوها علي هذا الحال، وربما إذا تعمقت داخل أي إنسان عصفت الحروب، بأجمل ما يمتلكونه، من أسرة سعيدة وبيت دافئ ذات يوم من الأيام ، وسألتهم ماذا تريدون من الحياة .

سيجيبوا علي الفور ،بأنهم يريدون الموت … !!!

بدلا من العيش حياة مليئة بالذكريات المؤلمة لفقد أحباءهم، أو تذكر تلك الحياة الوردية لحياتهم السابقة بذلك الفزع وتلك الكوابيس التي تطاردهم ليلا، اكثر من قصف المدافع والطائرات لهم في الواقع !؟

وأكثر ما يعانيه ضحايا الحروب متي حل شؤمها علي أي بلد في العالم، ليس الجوع أو المرض ولكن هو ذلك الخوف والفزع، وتلك الأمراض النفسية التي ربما قد تكون طالت أرواحهم، أكثر من شظايا المدافع والطائرات التي لحقت بممتلكاتهم ومنازلهم .

ورغم أن الحروب لها الكثير من التداعيات الإقتصادية والمادية والسياسية علي أي بلد تحل فيه، ولكن قد يعاد بناءها وترميمها في يوم من الأيام، ” الإ روح الإنسان ” فهي الوحيدة التي ستظل تنزف الي نهاية العمر، من جراء الخوف الذي ألم بها مع تلك الذكريات المليئة بالأحلام والكوابيس المفزعة ليلا ، مهما حاول خبراء الطب النفسي ترميمها، أو تغير الواقع من حولها بالألوان الوردية .

وقد يظن الكثير من الناس بأن الحروب، متي إنتهت من أي مكان أو أي بلد في العالم ، إنتهت مشاكلها، لمجرد أن أصوات المدافع وأزير الطائرات قد توقف، دون أن يلاحظوا أن أصوات المدافع وأزير الطائرات سيحيا عمرا بأكمله في نفوس الكثير منهم خاصة الأطفال كل ليلة مع تلك الكوابيس والأحلام المفزعة مهما حاولوا التخلص منها بشتي الطرق .

فالي متي يظل صانعوا قرارت الحرب الدكتاتوريين  حول العالم يواصلون سلوكياتهم ” الشيطانية ” والسعي لاشعال الحروب، دون مبررات منطقية . فالحروب تندلع بشرارة شيطانية إنطلقت منهم، من جراء تلك الأمراض النفسية يعانون منها، لمجرد فرض نفوذ أو عرض قوي، من باب الهيمنة والسيطرة السياسية أو العسكرية أو الإقتصادية.

الحروب قتلت وما زالت تقتل أجساد، وان توقفت تظل اشباحها ترفرف ” ك الطائر المذبوح ” ليلا بسبب تلك الأمراض النفسية التي يتركونها في نفوس البشر الي نهاية العمر .

ممدوح الشنهوري

كاتب صحفي و عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.