القادة العرب يطالبون بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

القمة تعتمد خطة إعمار غزة وتؤكد الرفض القاطع للتهجير والتطهير العرقي

تحركات قانونية عربية لمحاسبة إسرائيل دوليًا على جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين 

كتب: محمد الهادي

رحبت الاوساط العربية والفلسطينية بنتائح القمة العربية التي عقدت أمس بالقاهرة والتي بحثت المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. وأكدت كل ردود الأفعال أن القمة تمثل مرحلة جديدة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع الحقوق الفلسطينية المشروعة.

ورحبت فصائل المقاومة الفلسطينية بدعوة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مما يعد إسنادًا سياسيًا هامًا للشعب الفلسطيني، وشددت على ضرورة إلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام الاتفاق وعدم تغييره أو إفشاله، مع اتخاذ خطوات عربية موحدة لدفعه للالتزام ببنوده وإدخال المساعدات الإنسانية.

رفض قاطع للتهجير والتطهير العرقي

أكد البيان الختامي للقمة العربية الطارئة، التي انعقدت في العاصمة المصرية القاهرة، الرفض القاطع لأي محاولات تهجير للشعب الفلسطيني داخل أرضه أو خارجها، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا. كما حذر القادة العرب من أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو ضم أجزاء من أراضيهم ستؤدي إلى تصعيد الصراع وزعزعة استقرار المنطقة.

إطلاق خطة عربية لإعادة إعمار غزة

أعلنت القمة العربية اعتماد خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، التي قدمتها مصر بالتنسيق مع فلسطين والدول العربية، باعتبارها خطة شاملة تهدف إلى دعم القطاع ماليًا وسياسيًا، بالتوازي مع فتح مسار سياسي لتحقيق حل دائم وعادل. وشدد القادة العرب على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل كامل، وانسحاب إسرائيل من غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

التأكيد على حل الدولتين وحقوق الفلسطينيين

أكد القادة العرب أن السلام العادل والشامل هو خيارهم الإستراتيجي، مشددين على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية. كما أعلنوا استعدادهم للانخراط في مفاوضات سلام جادة مع المجتمع الدولي، بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

رفض الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية

طالب البيان الختامي بوقف كافة الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك الاستيطان وهدم المنازل وتهجير السكان، مؤكدًا على رفض وإدانة أي محاولات لتغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إطلاق مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة

رحبت القمة العربية بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لإعادة إعمار غزة، بالتعاون مع فلسطين والأمم المتحدة. كما تمت الدعوة إلى إنشاء صندوق ائتماني لتلقي التعهدات المالية من الدول المانحة، لضمان تنفيذ مشروعات إعادة الإعمار بكفاءة وشفافية.

تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة غزة

رحب القادة العرب بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، داعين إلى تمكين السلطة الوطنية من العودة إلى القطاع، تعزيزًا للوحدة الوطنية والجغرافية لفلسطين. كما أكدوا أن ملف الأمن الفلسطيني هو مسؤولية المؤسسات الشرعية وحدها، وفقًا لمبدأ القانون والسلاح الواحد.

نشر قوات دولية لحفظ السلام

دعا القادة العرب مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف تحقيق الأمن لكلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع التأكيد على ضرورة تعزيز المسار السياسي للوصول إلى حل الدولتين.

دعم وكالة الأونروا واستمرار ولايتها

شدد البيان الختامي على أهمية دور وكالة الأونروا في دعم اللاجئين الفلسطينيين، مطالبًا المجتمع الدولي بتقديم الدعم المالي والسياسي لضمان استمرار عملها، ورفض أي محاولات لتقليص دورها.

تحركات قانونية لمحاسبة إسرائيل دوليًا

كلفت القمة لجنة قانونية لدراسة تصنيف تهجير الفلسطينيين، والتدمير الممنهج، والعقاب الجماعي ضمن جرائم الإبادة الجماعية وفقًا للقانون الدولي، تمهيدًا لملاحقة إسرائيل دوليًا على هذه الجرائم.

حماس:الموقف العربي الموحد رسالة واضحة بأن النكبة الفلسطينية لن تتكرر

رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنتائح القمة العربية غير العادية في القاهرة ، وثمّنت تصريحات القادة والزعماء العرب، التي شددت على رفض مخططات تهجير الشعب الفلسطيني أو ضم أراضيه، مؤكدة أن هذا الموقف العربي الموحد رسالة واضحة بأن النكبة الفلسطينية لن تتكرر، وأن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة هذه المحاولات بمساندة الأشقاء العرب.

كما أعربت الحركة عن ترحيبها باعتماد القمة لخطة إعادة إعمار غزة، داعية إلى توفير كافة عوامل نجاحها، كما أشادت بالجهود المصرية في التحضير لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار. كما أكدت دعمها لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في القطاع.

وأشادت حماس بدعوة القمة العربية إلى مقاطعة الاحتلال سياسيًا وتجاريًا، معتبرة ذلك مسارًا استراتيجيًا فعّالًا يعزز عزلة إسرائيل ويجبرها على الانصياع للقانون الدولي.