تصريحات مهينة من وزير أوغندي تفجر أزمة سياسية مع جنوب السودان

كتبت / د. هيام الإبس
في تطور سياسي لافت، فجّر وزير الشباب الأوغندي بالام باروغاهارا أزمة دبلوماسية حادة مع جنوب السودان بعد تصريحات وصفها مراقبون بـ”المهينة”، شبه فيها الوضع العسكري في الدولة الوليدة بـ”سوق لشراء الرتب العسكرية”.
تصريحات مثيرة للجدل تهز جوبا
قال الوزير باروغاهارا في تصريحات علنية:
“أوغندا ليست دولة يمكن للمرء فيها الذهاب إلى سوق مثل ‘كونجوكونجو’ أو ‘شركات’ وشراء رتب عسكرية ليصبح جنرالًا”،
في إشارة واضحة إلى الأوضاع داخل المؤسسة العسكرية في جنوب السودان، وهو ما اعتُبر إهانة صريحة للجيش الوطني ومؤسساته الأمنية.
غضب شعبي وصمت رسمي في جنوب السودان
قوبلت تصريحات الوزير الأوغندي بموجة استياء واسعة في الأوساط الشعبية والسياسية في جوبا، وسط صمت رسمي من الحكومة حتى الآن، الأمر الذي يراه مراقبون تهديدًا حقيقيًا للعلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما في ظل حالة الاحتقان السياسي والعسكري الداخلي الذي تمر به جنوب السودان.
علاقات تجارية تربط الوزير بجنوب السودان
اللافت أن الوزير باروغاهارا يمتلك مصالح تجارية واسعة في جنوب السودان، أبرزها إذاعة “راديو ون 87.9 إف إم” التي تبث من جوبا، بالإضافة إلى شركات تنشط في مجالات المياه والعقارات، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويطرح تساؤلات حول دوافع التصريحات المثيرة.
تحركات عسكرية متزامنة وتصعيد داخلي
تزامن التصعيد الكلامي مع تصاعد الخلافات بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى اعتقال وزراء وقيادات عسكرية موالية لمشار مؤخرًا.
وعلى خلفية التوتر، عُقدت قمة طارئة بين سلفاكير والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في جوبا بتاريخ 3 أبريل، بالتزامن مع انتشار قوات أوغندية خاصة داخل العاصمة، لتأمين الحكومة في مواجهة أي تحركات معارضة.
تصريحات عسكرية أوغندية تزيد التوتر
وفي موقف غير مسبوق، صرّح المتحدث باسم الجيش الأوغندي، اللواء فليكس كولايجي، بأن القوات المنتشرة في جوبا لا تتبع قوات حفظ السلام، بل جاءت بطلب من حكومة الوحدة الوطنية بقيادة كير، مشيرًا إلى أن
“أي تهديد للرئيس سلفاكير يُعد تهديدًا مباشرًا لأمن أوغندا”.
كما غرد قائد الجيش الأوغندي موهوزي كاينيروغابا عبر منصة “إكس” قائلاً:
“نحن لا نعترف إلا برئيس واحد لجنوب السودان، هو سلفاكير، وأي تحرك ضده يعني الحرب مع أوغندا”.
مصالح اقتصادية وراء التورط العسكري
تحتفظ أوغندا بمصالح استراتيجية واقتصادية ضخمة في جنوب السودان، خصوصًا في قطاع النفط، حيث تشير التقديرات إلى أن 40% من صادرات أوغندا النفطية تعتمد على خام جنوب السودان، يتم تسيير جزء كبير منه عبر شركات وهمية أوغندية.
وبحسب تقارير رسمية، أنفقت أوغندا ما يقارب 800 مليون دولار على عملياتها العسكرية في جنوب السودان خلال السنوات العشر الماضية.
خطة لإنشاء قاعدة عسكرية دائمة
كشفت مصادر دبلوماسية عن خطة لنشر 5,000 جندي أوغندي إضافي داخل الأراضي الجنوبية بحلول مايو 2025، مع إقامة قاعدة عسكرية دائمة في منطقة راجا الحدودية، ما يُنظر إليه كمحاولة لتعزيز الهيمنة الإقليمية وفرض واقع عسكري جديد على الأرض.